أوضح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أنه "لن تكون هناك خلافة (إسلامية) في ليبيا" في إشارة إلى الحكومة الليبية المستقبلية وأوضح في مقابلة مع صحيفة "لاستامبا" الإيطالية أنه "قمنا برصد دقيق جداً" في ليبيا، و"في أول حديث، أوضح لي رئيس المجلس الانتقالي في بنغازي، أنهم كانوا يستأصلون كل محاولة ارتباط مع التطرف الإسلامي". وتابع رئيس الدبلوماسية الايطالية "ما أدهشني في ممثلي هذا المجلس هو العلمانية المميزة" و"علاوة على ذلك، فإن الإخوان المسلمين في ليبيا مختلفون جداً عن أولئك الموجودين في مصر".
في عام 1911 أي تماما قبل مئة عام استعمرت إيطاليا ليبيا وقتلت وشردت ونهبت، وفي عهد المجرم القذافي كان لإيطاليا مصالح كبرى مع القذافي فهي التي صممت مصافي النفط الليبية، وهي مستفيدة من النفط الليبي، واحتفظت إيطاليا بعلاقات مميزة مع النظام الليبي المجرم حتى أنها استقبلت القذافي بخيمته وحرسه، وسمحت له بحملة علاقات واسعة مع الشعب الإيطالي خاصة الفتيات.
وفي بداية الثورة الشعبية ضد القذافي كانت المواقف الإيطالية خجولة ومترددة في إدانة جرائم القذافي، ولكن بعد اشتداد الثورة وظهور جرائم القذافي إلى العلن، سارعت إيطاليا كغيرها من الدول الأوروبية إلى وضع قدم مع الثورة وأبقت القدم الأخرى مع القذافي علها تحصل على جزء من الكعكة الليبية إذا أطيح بالقذافي.
لكن إيطاليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لم تفرض الحظر الجوي على ليبيا إلا بعد أن التقت برجالات كانوا جزءا من نظام القذافي مثل السفراء وغيرهم أو رجالات يحملون العقلية الغربية العلمانية، وعملت هذه الدول على انضمام هؤلاء إلى الثورة من أجل قطف ثمار الثورة والتضحيات في ليبيا لصالح هذه الدول الاستعمارية ولمنع قيام الخلافة في ليبيا، وتصريحات وزير الخارجية الإيطالي تدل على ذلك.
وقد أشار الكاتب الإيطالي في مقال نشر في جريدة "إل جورناليه دي بريشا" في الخامس من آذار/ مارس، ونقلته جريدة الجريدة إلى المصالح الإيطالية في ليبيا بقوله "... ينبغي أن يتطلع لتحقيق التقاء مع ليبيا الجديدة؛ حتى يتسنى لإيطاليا مواصلة لعب دور مهم في ليبيا. هذا لا يعني إعادة استعمار ليبيا، ولكن فقط محاولة الاستفادة من التخوف الشديد الذي يسيطر على دول الاتحاد الأوروبي من الاستثمار في دول حوض البحر المتوسط؛ لتعزيز صناعتنا، وتحسين معدل العمالة في إيطاليا وفي دول شمال إفريقيا. هذا الإجراء سينقذ موانئنا من التعرض لعمليات القرصنة التي يقوم بها آلاف العاطلين عن العمل".
ونحن ننصح الثوار في ليبيا بأن لا يقبلوا معونات الغرب ولا يلتقوا بهم، فهذه الوفود الغربية التي تأتي تباعا إلى بنغازي، تسعى لأن تكون الوجه الجديد للاستعمار الغربي، بعد أن استعمرت ليبيا لفترات طويلة وشاركت القذافي في نهب الخيرات، وننصحهم بتبني الإسلام كنظام حياة للدولة والمجتمع فيفوزوا بعز الدنيا والآخرة.