عشرات الشهداء والجرحى سقطوا خلال ثلاثة أيام على يد المحتل اليهودي المجرم وسط تهديدات وتوعدات بتكرار مجزرة غزة 2008 دون أن يحسب الاحتلال حسابًا لأي حاكم، فهم منشغلون في قتل شعوبهم كما في سوريا واليمن وليبيا .. أو خنعوا وذلوا وأضاعوا أي معنى للعزة في نفوسهم كما في السودان التي يتبجح الاحتلال اليهودي بالقيام بعملية اغتيال بالطائرات داخل أراضيه ولا صوت نسمعه منهم سوى الشكوى والعويل ..!
إن ما يقلق الاحتلال الإجرامي حقًا هو انفلات قبضة الحكام عن الأمة الإسلامية، التي يدركون مدى رغبتها الشديدة ومدى قدرتها على اقتلاع هذا الكيان البغيض، وما يمنعهم من توسيع دائرة الجرائم إلا خوفهم من تحرك غاضب للأمة في هذا الوقت لا يبقي ولا يذر، وقد رأينا بوادر تحرك ضد سفارة الاحتلال في مصر من قبل آلاف الثوار الذين طالبوا برحيل سفير الاحتلال وإلغاء الاتفاقيات معه وعدم تزويده بالغاز، وهتفوا بصوت واحد: ("على القدس رايحين شهداء بالملايين") ..
إن أي عمل سياسي لا يستغل هذه الأجواء النادرة ويزيد من الضغط على الحكومات العسكرية المؤقتة وعلى الحكام الذين يقتلون شعوبهم الآن، ويرتجفون خوفًا من ثورتهم، فيدفعهم للتحرك تحركًا منتجًا يردع الاحتلال ويخرس ألسنة قادته ويقطع أيديهم الممدودة إلى أهل فلسطين بالقتل والاختطاف وانتهاك الكرامة الإنسانية، وإن أي عمل لا يوظف طاقات الأمة الثائرة توظيفًا حقيقيًا مركزًا لإزالة هذا الاحتلال، عبر تسيير الجيوش لخوض معركة حقيقية مع هذا الكيان الكرتوني الجبان، لتضم فلسطين إلى محيطها الإسلامي ومنه العربي في دولة إسلامية عظمى تدافع عن حيض الإسلام وأهله، لهو عمل عبثي لا يرد عدوانًا ولا ينكأ عدوًا ويصب في السياسة العامة المرسومة للمنطقة القائمة على ترسيخ الاحتلال، من مثل اللجوء للأمم المتحدة أو دعوة وزير الخارجية المصري نبيل العربي ( لوقف التصعيد والتزام الجميع بالتهدئة حرصا على أمن وأمان مواطنيهم) ..
إن المشكلة تكمن في أصل الاحتلال وليس في الجرائم اليومية فقط، وما دام أهل فلسطين لا يستطيعون تحرير أرض الإسراء والمعراج بتدمير هذا الكيان البغيض، فإن الواجب المحتم أن نكفر بسايكس بيكو وتفرقتها وأن نتصرف انطلاقًا من عقيدتنا كمسلمين وليس كفلسطينيين، وأن نستنصر الأمة استنصارًا حقيقيًا ولا نستنصر أعداء الأمة.