قالت مصادر دبلوماسية إن اللجنة الرباعية الدولية ستدعو "الإسرائيليين" والفلسطينيين إلى البدء بمفاوضات مباشرة في واشنطن في الثاني من الشهر المقبل وأن بيانا رسميا بهذا الخصوص سيصدر اليوم. وأضافت ذات المصادر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيحضر هذه المفاوضات.
وقالت المصادر إن بيان الرباعية سيدعو إلى تحديد مرجعية المفاوضات وجدول أعمالها، للانتقال للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين و"إسرائيل."
وذكرت تقارير إعلامية أن المسودة الجديدة للبيان تدعو الطرفين في تلك المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاقية خلال عام.
وللتعليق على هذا الخبر نتناوله من زوايا ثلاث:
أولاً: إن التحاكم للجنة الرباعية هو مخالف للإسلام ورهن لأرض الإسراء والمعراج ومسرى النبي محمد عليه السلام بيد القوى الغربية الاستعمارية المناوئة للإسلام والمسلمين، كما أن وضع قضية فلسطين بيد أعدائها والارتهان السياسي بهم يعد على أقل تقدير انتحاراً سياسياً.
ثانياً: إن بيان الرباعية قد أخذ زخماً إعلامياً كاذباً ومضللاً حتى يحقق هدف حفظ ماء الوجه للسلطة إن بقي في وجهها ماء أو حياء، فقرار الرباعية لم يخرج عن القرار الأمريكي الذي سبق للولايات المتحدة أن أخذته بشكل مسبق ودون الرجوع للطرف الفلسطيني أو اللجنة الرباعية مما يعكس مدى فراغ هذه الإعلان من مضمونه وأنه على الحقيقة بيان شكلي، ويؤكد ذلك عدم قبول يهود لأي اشتراطات مسبقة لبدء المفاوضات المباشرة وإقرار أمريكا لذلك.
ثالثاً: إن التعلق بقشة الرباعية يكشف عن مدى الإفلاس السياسي الذي تشهده السلطة والحكام، فلم تعد السلطة ومنظمة التحرير والجامعة العربية بلجانها ومؤسساتها بيدها أن تقرر –ولو شكلياً- ذهاب السلطة إلى المفاوضات من عدمه، وبات الحديث عن المفاوضات شأناً للرباعية أو لواشنطن تفاوض به يهود وتساومهم، ولا تعدو السلطة أن تكون مجرد ديكور تكتمل به الصورة.
إن المفاوضات لم تجلب لأهل فلسطين سوى الخراب وضياع البلاد والعباد، علاوة على أنها مجلبة لسخط الله وغضبه كونها محرمة ومن خلالها فرط المفرطون بالأرض المباركة، ولقد باتت المفاوضات مجرد ألهية تستثمرها أمريكا لتسد بها عجزها السياسي المفضوح. فالإدارة الأمريكية باتت عاجزة عن تحقيق إختراقات تذكر في المنطقة الإسلامية بأسرها، فوجودها في العراق غير مستقر سياسياً، وغرقها في مستنقع أفغانستان يتعاظم يوماً بعد آخر حتى باتت أفغانستان مقبرة للقوات الأمريكية والناتو، فتسعى أمريكا لتحقق خرقاً ما على صعيد المنطقة فتقوم بين الفينة والأخرى بتحريك هذا الملف ولتحافظ على إمساكها به خشية تفلت يهود عن إرادتها، ولكن يبقى تحركها كخض الماء في القربة، ويبقى كيان يهود يتمنع ويتدلل أمام التحركات الأمريكية ويبقى الطرف الفلسطيني المفاوض هو الجهة الأذل والتي لا يقام لها وزن أو اعتبار.
فإلى متى تبقى السلطة والحكام مجرد أدوات ذليلة بيد يهود وأمريكا؟!! ألا يتوق هؤلاء ليوم يكونون فيه رجالاً أعزاء لا مجرد عبيد أذلاء؟!! أم أنهم ما وجدوا إلا لأداء دور وظيفي محدد لا يحيدون عنه قيد أنملة!!!