فيما يتعلق بتقرير غولدستون نشر بان كي مون تقريري كل من السلطة وكيان يهود بشأن حرب غزة، ودعا بان إلى ضرورة احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، وأعرب عن أمله في أن يقوم الطرفان "الإسرائيلي" والفلسطيني "بما يلزم من خطوات إزاء أي ادعاءات موثوق بها حول تلك الانتهاكات".
وقالت السلطة الفلسطينية في تقريرها إن الأرقام والمعطيات تتحدث عن نفسها، واتهمت "إسرائيل" بأنها "تصرفت على أساس حصانتها من أي عقاب وتجاهلها للقانون الدولي، وبررت عقوباتها الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وكأنها لا تخضع لأي قانون أو ضوابط".
وكانت "إسرائيل" قد قدمت في 21 يوليو/تموز الماضي تقريرها بشأن عدوانها على القطاع، وأعلنت أنها أدخلت "تغييرات كبيرة على إجراءاتها العملياتية وسياساتها لتعزيز سبل حماية المدنيين من مخاطر القتال، وحماية ملكية المدنيين خلال العمليات العسكرية".
وللتعليق على هذا الخبر نتناوله من زوايا أربع:
أولاً: لم تكن جرائم ومجازر يهود بحاجة لأي تقرير كان ولا لأية لجنة تحقيق حتى تدرك فظاعتها، فقد عاينها العالم في بث مباشر غني عن التوثيق والتدوين، فمنظر الجثث الملقاة في الشوارع والفسفور الأبيض الذي كان يغطي سماء غزة والأطفال الذين تم قتلهم بدم بارد، وتخريب المرافق العامة واستهداف المدارس وغيرها شاهد ينطق بمدى جرم يهود.
ثانياً: إن طلب تقرير من كيان يهود هو بمثابة تبرئة له ولسياسييه من المجازر التي ارتُكبت وجعل القضية لا تعدو المخالفات والتجاوزات الفردية، وهو عينه ما تضمنه تقرير كيان يهود والذي تعهد بدوره بفتح "تحقيق!" في هذه الحالات!!!
ثالثاً: لقد ساوت الأمم المتحدة بلا أدنى ريب بين الجلاد والضحية، وكانت قد اتهمت كلا الطرفين بارتكاب انتهاكات بحقوق المدنيين.
ومن ثم ما هذا التقرير الذي تطلبه الأمم المتحدة من السلطة وهي كانت محل اتهام بتآمرها مع يهود على أهل غزة في هذه الحرب؟!! وسحبها لتقرير غولدستون كان شاهداً على تآمرها.
رابعاً: إن الأمم المتحدة كانت شاهدة زور على كل مراحل تضييع فلسطين واغتصاب يهود لها، بل إنها كانت شريكاً وجزءً مما حاكته القوى الغربية الاستعمارية ضد فلسطين وأهلها المسلمين من مؤامرات.
والحال كذلك هل يبقى لأحد من أهل فلسطين أن يتعلق بحبال هذه المنظمة الواهية؟!! وهل يرضى أحد من أهل فلسطين أن يجعلها حكماً وهي الخصم؟!! وكيف يُركن إليها وقد لدغتنا مرات ومرات ومرات؟!!
لا شك أن تطورات قضية فلسطين أبرزت لمن كان في تيه من أمره وحدة جبهة القوى الغربية الاستعمارية ومنظماتها الدولية على اختلاف مصالحها ضد المسلمين وتحالفهم لخدمة أمن يهود، وكشفت النقاب كذلك أن تحرير فلسطين لن يمر البتة عبر بوابة الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو الدول المانحة ولا الأنظمة التابعة العملية بل سيكون عبر مصر والشام على ظهر دبابات وطائرات جيوش المسلمين وتحت راية التوحيد وبإمرة خليفة المسلمين القادم قريباً بإذن الله .