بعد كل التصريحات والاشتراطات والتهديدات الجوفاء، تذعن السلطة ورجالها لأوامر سيدها الأمريكي ويبدأ رجال السلطة بحزم أمتعتهم لموسم الحج للبيت الأبيض، وتتبخر كل العنتريات الإعلامية لتبقى الحقيقة الساطعة لارتهان السلطة ورجالها للقرار الأمريكي وتفانيهم في خدمة الكيان اليهودي وحمايته وتقديم الراتب والمنصب والمال والعقارات على كل شيء.
وتأتي السلطة اليوم وبدون أي ورقة توت تغطي خيانتها، لتعلن موافقتها على استئناف المفاوضات المباشرة، في تناقض واضح مع كل منطق، غير منطق الانصياع التام لأوامر سيدها وولي نعمتها في البيت الأبيض، فالسلطة ورجالها وإن كانوا على قناعة تامة بعدم جدوى تلك المفاوضات ولو على المستوى الذليل الذي يطالبون به، إلا أنهم لا يملكون إلا السير في المخطط الأمريكي، فمصيرهم السياسي مرتبط بالإدارة الأمريكية، وبقاؤهم على الساحة السياسية رهن بتنفيذهم للأوامر وتقيدهم بالتعليمات الأمريكية التي باتت لا تراعي بأي واد هلك أتباعها وخدامها.
فالموافقة على استئناف المفاوضات المباشرة تدق مسماراً في نعش هذه السلطة بل في نعوش الأنظمة المتهالكة التي تحكم المسلمين، وتظهر لكل ذي بصيرة عجز هذه الأنظمة والقيادات وعبوديتها للإدارة الأمريكية، حتى باتت منفذة ذليلة للأوامر بدون أي خجل أو مواربة.
إن الواقع الذي تكابده الأمة الإسلامية يمكن اختزاله في مسرحية المفاوضات المباشرة، فلا وجود لحاكم ولا راعي يرعى شؤون الأمة، ولا تملك الأنظمة قرارها السياسي، وان ملأت الدنيا بالتصريحات الجوفاء، فكل القادة والزعماء مجرد أحجار بيد الغرب يلعقون تصريحاتهم بضغطة زر من وزيرة الخارجية الأمريكية، فلا وجود لسيادة أو إرادة سياسية مستقلة في ظل هذه الأنظمة المهترئة.
ولقد آن لخير أمة أخرجت للناس ان تنقض على هذه الأنظمة فتخلعها وتلقي بها إلى مزبلة التاريخ، وتقيم دولة الخلافة لتعيد للأمة عزتها وسيادتها، فتحرر الأرض والمقدسات دون الحاجة لكثير اجتماعات أو تشكيل لجان في ظل السيادة والإرادة السياسية للخليفة الذي يكفي أن يقول حي على الجهاد حتى تقوم الأرض ولا تقعد، حتى يتم الله أمراً كان مفعولا.