تحت تأثير الرعب الذي خلع قلوب أركانه بعد عملية الكرامة الأخيرة، يسعر الكيان المجرم نار حقده على أهل فلسطين، فيقصف خيام النازحين في المواصي بأطنانٍ من القنابل، لتصبح مواصي خانيونس عنوانا لمجازره، ورمزا لحقده الذي يوقعه على رؤوس الأهل في غزة.
مجزرة جديدة نفذتها يد نتنياهو المرتعشة رعبا، وكأنه أراد أن يدفن رعبه من مشهد الأمة الواحدة التي تتوثب لنصرة غزة وفلسطين تحت رمال المواصي، وقد ظن المجرم أنه بالدماء الغزيرة التي يسفكها في المواصي وفي جباليا وفي قطاع غزة وفي طوباس شمالي الضفة يمكن له أن يطفئ غضب الأمة، أو يثبط همتها، وجذوة صحوتها التي أشعلها الجازي من جديد بدمائه الزكية، وغاب عن ذلك السفيه أن هذه الدماء لن تكون إلا وقودا جديدا يضاف إلى الأمة وجندها وصولا إلى أن تكون صفا واحدا لتحرير فلسطين.
فليفعل الكيان اليهودي المجرم ما يشاء، فما هي إلا خطاه نحو حتفه، وهو لا يدري أن الدماء التي يريقها إنما هي معاول في حفر قبره، ففلسطين لها يد ستمتد لتنقذها وأهلها، وتحرر أرضها، إن لم يكون اليوم ففي الغد القريب بإذن الله،
إنها يد لا شرقية ولا غربية، لا أممية ولا دولية، ولا هي اليد الأمريكية الآثمة التي تقتلنا بالقنابل وتخدعنا باللسان، بل هي اليد التي ستقتلع الكيان، وتقطع ذراع الأمريكان، كما تقطع دابر عملائهم من الأنظمة الآثمة، إنها يد الأمة التي بدأت تمتد عبر يد الجازي، وصوتها الذي بدأ يصدح في الأرجاء بما يسوء الظلمة والعملاء، كلنا للقدس كلنا الجازي.
إفعلوا ما شئتم أيها الكيان المحتضر، فإن علوّكم وفسادكم في الأرض ساعة، وقد شارفت على الانتهاء، والأمة المتحفزة أوشكت أن تنفلت من عقالها وتكسر قيودها، وأوشك أن يشتعل في جندها نار وغضب كما اشتعل في الجازي، لتحررها من بحرها إلى نهرها، ذلك وعد غير مكذوب كقيام الساعة.
"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"
11/9/2024