ta3leeq17924

 

ضجت لبنان وضاحيتها الجنوبية وبقاعها بمئات الجرحى الذين استشهد عدد منهم حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، والعدد مرشح للزيادة، وذلك في هجوم – سيبراني، أو ليس سيبرانيا على اختلاف التخمينات-استهدف أجهزة الاتصال(البيجر)

إن هذا العدوان لا تبتعد عنه أيدي الشر من أعداء الله يهود، من حيث أنه تنفيذ لتصريحاتهم على مدى أيام حول التصعيد في جبهة الشمال، منتقلين بذلك من عدوان إلى عدوان، يوسّعون القتل كيف يشاؤون، يتقنون القتل وهم الذين لا يحسنون القتال، فيجمعون الحقد مع الجبن، في حقيقة قررها كتاب ربنا حيث يقول (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ) (إِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ).

إن حقيقة هؤلاء قد رأيناها رأي العين يوم السابع من أكتوبر حين صارت صورة الجيش الذي لا يقهر أثراً بعد عين، كما رأيناها في معركة الكرامة بمجرد خروج مشهور الجازي عن الأوامر، وقد رآها الناس في حرب أكتوبر عام 73، ولولا الخيانة حينها، لكفى جيش مصر الأمة شر الكيان منذ خمسين عاما أو يزيد.

ولكن هذا الكيان المجرم، وقد خبر تاريخ ما يسمى بجبهة " الممانعة" في المواجهة، قد أيقن بالتجربة أن حق الرد المحفوظ عند مجرم الشام هو كالدّيْن الميت، كما لمس بالتجارب أيضا، تلك الردود الهزيلة المصطنعة من إيران، فكان أن أمن العقوبة، وأساء الأدب، بل قتل وأدمى، ودمر وفجر، وخاصة وأنه لا يقل سوءا عما يسمى بمحور "الممانعة"، تلك البقية من الأنظمة الخائنة التي تعمل على حبس الأمة، وتقيد جيوشها من أن تؤدب الكيان، بل أن تنهيه وتشرد به من خلفه.

إن الحال، وقد مُنع أمثال الجازي في قوات الأردن المسلحة، وأمثال صلاح من جنود الكنانة، وهم كثر، من أن يسيروا على الطريق ذاته، قد صار إلى أن يمشي يهود في الأرض يعربدون، بحبل من أمريكا وقيد الأنظمة لجيوشنا.

وبعد، فإنه إن لم تقلب الأمة المعادلة، فما الذي سيمنع الكيان من أن ينفذ تهديداته التي بدأت خطواتها في تهجير أهل الضفة؟ وما الذي سيمنعه من هدم الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث المسجدين وبناء هيكله المزعوم؟ وما الذي يمنعه من ضرب لبنان وإيران ثم يتبعها الأردن ومصر وغيرها؟ وما الذي يمنعه حينها من أن يسير باتجاه (إسرائيل الكبرى) ؟؟؟

إن المعادلة المطلوبة ليست أكثر من معركة واحدة، ولكنها حقيقية، تخوضها جيوش الأمة أو بعضها مع هذا العدو، لتظهر حقيقته وتنهي وجوده، وتحرر الأقصى والأرض المقدسة، وتغيث غزة وأهلها، وهي معادلة إما أن تفرضها الأمة وجيوشها، فتواجه مرة واحدة فتنتصر، أو أن تستمر حالة السكوت فتستمر في دفع أثمانها دماءً وبلاءً ودمارا، (هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ).

  

17/9/2024