قال وزير الشؤون الإســلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، خلال زيارته مجموعة من الحجاج الفلســطينيين في مكة المكرمة، "إنه لا مكان في بلاده لمن يعيش ويقتات على الفــتن"، وفق قوله. ونقلت صحيفة عكاظ السعودية، عن الوزير قوله: "لا مكان في هذه البلاد المقدسة لمن يعيش ويقتات على الفــتن، وعلى هؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم". وأضاف خلال تفقده مقر "ضيوف خادم الحرمين الشريفين من حجاج فلــسطين" بمكة المكرمة، أنه "لا يراهن أحد على محبة العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لفلــسطين وأبنائها وقضيتها"، وفق زعمه. وكان الشيخ ماهر المعيقلي، في خطبة عرفة، قد أكد على أن "الحج ليس مكانا للشعارات السياسية ولا التحزبات"، داعيا إلى الالتزام بالأنظمة والتعليمات، بما يضمن أداء المناسك بـ"أمن وطمأنينة". (وكالة وطن للأنباء، 2024/06/16م)

من الواضح أن وقــاحة وجرأة النظام السعودي على دين الله وشعائره وأمة الإســلام قد بلغت مبلغا كبيرا، فقادتهم يجاهرون بعداوة الإسلام وموالاة الكــفار المستــعمرين، وإعادة أرض الحرمين ومهبط الوحي إلى ما قبل الإســلام! فهذا محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، قد "جدد أمس دعوة بلاده إلى المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلســطين المستقلة، على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية؛ لتمكين الشعب الفلســطيني الشقيق من الحصول على حقوقه المشروعة، وليتحقق السلام الشامل والعادل والدائم"، وهو ما يعني التفريط بفلســطين والتنازل عن ثلاثة أرباعها لأعداء الله يهــود، والتطــبيع والسلام مع قتـلة أطفال ونساء وشيوخ غزة.

وهم يعتبرون الدعوة لأهل غزة فتــنة، وخروجا عن العبادة، رغم أن موسم الحج هذا العام يأتي في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، ووسط محاولات بقيادة الولايات المتحدة لإقامة علاقات رسمية بين السعودية وكيان يهـود. فعلماء النظام ووزراؤهم وأمراؤهم لا يريدون دعوة لنصــرة غزة أو فلــسطين تنطلق من أرض الحرمين في هذه الأيام الفضيلة حتى لا تحرج مخلصا أو تحرك ساكنا أو توقظ نائما، فهم يريدون بقاء حال فلســطين وغزة كما هو، تحت القــصف والقـتل والدمار والدماء، طالما أن سيدهم في البيت الأبيض يريد ذلك.

وهم مستعدون لتحــريف الدين وتضــليل المســلمين من أجل حفظ عرش آل سعود وضمان كراسيهم، فقد حرصوا ومن أرض الحرمين على خروج دعوات من العلماء والخطباء تدعو إلى ترك الحديث عن شؤون المســلمين ورعاية مصالحهم، وكأن دين الإسـلام دين كهنوتي لا مكان له في السياسة والحكم ورعاية الشؤون! مع أن السياسة ورعاية الشؤون هي عمل الأنبياء والرسل من قبل الحكام والخلــفاء، فعن أبي حازم قال: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النبيِّ ﷺ، قالَ: «كَانَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِيَاءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وإنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ»، قالوا: فَما تَأْمُرُنَا؟ قالَ: «فُوا ببَيْعَةِ الأوَّلِ، فَالأوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فإنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ».

فبدلا من أن يكون موسم الحج كما كان في عهد رسول الله ﷺ وخـلفائه الراشدين، موسما لتجديد العهد مع الله، لتحفيز المــسلمين لتكون حياتهم ومماتهم من أجل دين الله وأحكام الله، فيعلنوا تعبــئة الأمة وجيـوشها من جبل عرفات ليهبوا لنصــرة الإســلام والمســلمين وغزة وفلــسطين، أراده حكام آل سعود أن يكون شعيرة دينية مفصولة مبتــورة عن باقي أحكام الإسلام وواجباته!

هذا فضلا عن مشاهد الإهمال والتقصير والوفيات التي أصابت آلاف الحجاج هذا العام والتي أدمت قلوب المس.ـلمين، على نحو فضــحت وعرّت النظام السعودي المجــرم الذي يسهر على راحة الراقــصين والمغنين وحفلات المـ.جون في أرض الحرمين، بينما يترك الحجيج يصارعون الحياة وظروفها القاسية ليمو.توا في الشوارع وعلى الأرصفة، بكل برودة أعصاب لدى القائمين على النظام، قاتـ.ـلهم الله من حكام مجر.مين.

يوما بعد يوم يحفــر حكام المسلــمين قبورهم بأيديهم، وقريبا ستفيض كؤوسهم التي أوشكت على ذلك، فتلقي بهم الأمــة تحت أقدامها، وتنصب خلــيفة راشداً يقودها في الحج وفي ميادين الجــهاد والتحر.ير وتحكيم شرع الله في كل مفاصل الحياة.


20/6/2024