لبى جمع غفير من وجهاء وأعيان الخليل دعوة عائلة التميمي للاجتماع في ديوانها أمس الثلاثاء ٢١-٥-٢٠٢٤ لتدارس ما آل إليه وقف الصحابي الجليل تميم الداري والعدوان السافر عليه من قبل الإرسالية الروسية وتآمر السلطة المتواصل بحقه، ولبحث سبل التعاون للدفاع عن هذا الوقف.
وكان لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين مشاركة في هذا الاجتماع، حيث تحدث باسمه الشيخ محمد الجعبري أبو عبد المنعم والذي أكد في كلمته على أهمية الوقف وأهمية الدفاع عن انطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستعرضاً تطورات القضية وما وصلت إليه.
وحذر الجعبري من نقل ملكية رقبة أحواض وقف تميم إلى وقف خليل الرحمن، لما في ذلك من مخالفة شرعية صريحة، ولأن مآل هذه الخطوة هو التفريط بالوقف، وتحولها لمستوطنة لليهود لا سمح الله.
وأكد الجعبري أن الأمر لن يكون محصورا بأرض سبتة بل بكل أرض يمكن أن تسرب لليهود لا يحق لأهل الخليل الاعتراض عليها في حال تم التسليم بتحويل رقبة أرض إلى وقف خليل الرحمن.
واعتبر الجعبري أنه في حال تم حل السلطة، وهو خيار وارد لدى اليهود في هذه المرحلة، فسيصبح كل الوقف المسجل باسم خليل الرحمن تحت تصرف اليهود المغتصبين، باعتبار الحكومة هي المتصرف في ذلك الوقف.
ودعا الجعبري أهالي الخليل بأن يقفوا موقفا حاسما تجاه السلطة وكل الجهات التي تمس هذا الوقف النبوي الشريف، وأن ينبروا للدفاع عن هذا الوقف ولا يسمحوا بتمليك فلسطين الأرض الوقفية الخراجية لأعداء الدين.
وفيما يلي نص الكلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكركم على دعوتكم لنا للمشاركة في لقائكم المبارك هذا ونحن لسنا جديدي عهد في قضية أرض سبته ولا وقف تميم عهد بدأ عندما طلب وجهاء ال تميم من وجوه الحزب ( الحاج عبد المعطي) التدخل من أجل وقف تطويب ارض سبتة تم تقديم الاعتراضات والسير في المحكمة من2009 حتى2016 وفي كل جلسة نفذنا وقفة أمام المحكمة، ففشلت المحكمة في اتخاذ أي أجراء لتمليك المسكوب تحت ضغط موقف الحزب وآل تميم وأهل البلد.
وبعد فشل البعثة الروسية بالتطويب من خلال المحكمة حاول محامي الكنيسة الاتصال بوجهاء أهل البلد لعرض حل تقاسمي للأرض مقابل تطويب جزء منها وبناء مستشفى بوتين وقد أفشل أهل البلد هذه المحاولات خلال تلك الفترة دعا الحزب إلى وقفة أمام أرض سبتة اعتدت فيها السلطة على رجالات الحزب وأهل البلد.
وبعد احباط التمليك من خلال المحكمة قامت السلطة باستملاك الأرض ثم قام رئيس السلطة بوهبها للمسكوب رفعت قضية في محكمة العدل العليا والتي وكل متولي الوقف بها المحامي أحمد الصياد، وقد رفض بادئ الأمر أن يرفع القضية، ثم وافق تحت الضغط من الوفد الذي أرسله الحزب، وافق على ألا يدفع أتعابا للمحامي، فتم التعاقد مع المحامي ودفع الحاج عبد المعطي رحمه الله من جيبه الخاص سبعة آلاف دينار للمحامي المحكمة اتخذت قرارا مؤقتا بالزام البعثة بعدم تغيير أي شيء وبوقف العمل في الارض لحين البت في القضية، القرار الذي لم يلتزم به المسكوب بل اعتدوا على قبور للجيش الاردني وآل مجاهد، وتم الحديث مع المتولي لرفع قضية على النيابة لكنه رفض وقال أنه سينتظر حتى صدور القرار النهائي.
وبعد صدور القرار من المحكمة التي استمرت من 2016 حتى 2020 وشباب الحزب مع آل تميم يحضرون المحاكم يتكبدون حر الصيف وبرد الشتاء ومشقة السفر وكان بإبطال الهبة والاستملاك طلب من المتولي مرة أخرى أن يطلب تنفيذ القرار ولكنه رفض وقال أنه ينتظر القرار النهائي مع أنه كان نهائيا.
بعدها المدعي العام للسلطة قدم استئنافا بعد توبيخ رئيس السلطة للمحكمة ورئيسها على القرار وأوحى شيطانهم لهم أن يقاضوا الهيئة الحاكمة (القضاة) للالتفاف على قرار المحكمة، فرجعت القضية للمربع الاول وشبابنا لا يكلون ولا يملون من الذهاب إلى جلسات المحكمة حتى دبر شيطانهم مرة أخرى تأجيل القضية إلى أجل غير مسمى وحتى اللحظة لم يرسل المتولي اعتراضا للمحكمة على هذا التأجيل الذي فيه تآمر على الأرض.
هذه صورة عن مواقف السلطة والمتولي وحزب التحرير وأهل البلد وآل تميم من وأرض سبتة أما التطورات الخطيرة فهناك انعطاف خطير بدأ مع أعمال التسوية، وهو نقل ملكية رقبة أحواض وقف تميم إلى وقف خليل الرحمن، فمنذ عام 2017 بدأت وزارة الأوقاف بتقديم ادعاء برقبة كل الأحواض، وتم تسجيل معظم الأحواض البالغ عددها سبعين حوضا باسم خليل الرحمن أيها الجمع الكريم:
أما الخطورة فهي كالآتي:
أولا: شرعا هذه جريمة من أبشع الجرائم التي يعتدى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذا الذي يملك أن يمحوا كتابا كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبطل عطاء اعطاه من لا ينطق عن الهوى فالذي يعتدي على وقف تميم رضي الله عنه يعتدي على النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ويقول: أنا أمزق كتابك وأبطل عطاءك
ثانيا: أما الأخطار العملية:
أولها: أن الدفاع عن أرض سبتة سيصبح غير متاحا لآل تميم لأنهم لا يملكون وتنتقل إدارة الرقبة للسلطة، وموقف السلطة معروف من أرض سبتة وفي هذا الوقت الحساس يشيع المتولي أن أرض سبتة هي من وقف خليل الرحمن؟ والسؤال: هل سيتكرر سيناريو أرض جامعة الخليل التي سحب المتولي اعتراضه على تمليكها للروس بحجة أنها من وقف خليل الرحمن؟
أيها الجمع الكريم:
مع العمل على تغيير ملكية رقبة أرض سبته وإعلان الرئاسة عن رفع أسوار الأرض، وبعد مشاهدة أربع سيارات تحمل لوحات صفراء تدخل الأرض خفية، وأقوال أن الارض معروضة للبيع، واعتبارها من المناطق الدينية لليهود كم بقي حتى تتحول أرض سبتة إلى مستوطنة في قلب الخليل لا سمح الله.
وأذكركم أن أرض سبتة وعين سارة وبئر يوسف وبئر حرم الرامة هي من المناطق التي ذكرت في بروتوكول الخليل على أنها أماكن متعلقة بدين اليهود، فإلى أين تسير الخليل مع هذا الحجم من التآمر
أيها الجمع الكريم:
لن يكون الامر محصورا بأرض سبتة بل بكل أرض يمكن أن تسرب لليهود لا يحق لكم الاعتراض عليها في حال تم التسليم بتحويل رقبة أرض إلى وقف خليل الرحمن.
الامر الثاني:
ان اليهود وهذه الحكومة بالذات تهدد بحل السلطة وهو خيار قائم عند اليهود والمعنى العملي من نقل رقبة أرض تميم إلى وقف خليل الرحمن أنها تحت يد الدولة وهي المتصرف فيها حال إنهاء السلطة، فيصبح كل الوقف المسجل باسم خليل الرحمن تحت تصرف اليهود المغتصبين وبعدها ماذا يبقى لأهل الخليل في الخليل
أيها الجمع الكريم:
ما يجري على الأرض أن مديرية الأوقاف تدعي أن هناك اتفاقا مع المتولي لى أن تدعي بمناطق "أ" لوقف خليل الرحمن وأن يدعي المتولي مناطق ج لوقف تميم الداري وهذا أمر نفاه المتولي، ولكن لم يقدم اعتراضا على الأحواض التي ادعت بها الاوقاف، وقبل أكثر من عام اتصل بعض وجهاء ونظار آل تميم بحزب التحرير طالبين منه المساعدة في موضوع تسجيل الاحواض، وجرت لقاءات مع المتولي الذي كانت اجاباته المتكررة ان لا فرق بين وقف تميم ووقف خليل الرحمن، وهذا ليس سرا، وبعض رجالات آل تميم سمعوا منه هذا مباشرة.
ثم استجاب المتولي ووافق على تعيين محامين لتقديم الاعتراضات، ولكن بعد فوات الاوان، فقد تم تعليق أحواض عديدة والتي يجب أن يعاد تسجيل رقبتها الى وقف تميم الداري من خلال رئيس هيئة التسوية والمياه في رام الله، فهو صاحب الصلاحية في تغيير الاخطاء في الاحواض التي انتهت فيها اعمال التسوية ، وقد طلب النظار من المتولي ان يخاطب رئيس هيئة التسوية ويطلب منه تصحيح الخطأ الا انه لم يفعل حتى اللحظة.
وهناك سؤال آخر أرجو أن توجهوه إلى المتولي، فقد صرح أكثر من مرة أنه سيكون آخر متولي للوقف. ما معنى هذا أيها الأخوة التفاصيل كثيرة لا يمكن سردها في هذا الوقت لكن علينا أن نسقط وإياكم كل الاعتبارات غير اعتبار واحد هو المحافظة على الوقف، لأن مدينة الخليل ووقف تميم يقفان على حافة الهاوية، اليوم المطلوب أن نقف وإياكم وأهل البلد وقفة حازمة من أجل إعادة الاحواض والحفاظ على وقف تميم ، فإن كنتم ترون أنه حق لكم من عطية النبي صلى الله عليه وسلم لجدكم تميم الداري رضي الله عنه ، فإنا وإياكم يجب أن نرى الاعتداء عليه اعتداءا على ديننا وعلى وجودنا وعلى قضية فلسطين،
ونحن وإياكم وأهل البلد يجب أن تكون مواقفنا حاسمة مع السلطة ومع كل الجهات التي تمس هذا الوقف النبوي الشريف، فلا نلقى الله وإياكم وقد فرطنا في إنطاء أنطاه رسول الله وسمحنا بتمليك فلسطين الارض الوقفية الخراجية لأعداء الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله