من المقرر أن يعقد الاجتماع الأمني والسياسي بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود في شرم الشيخ الأحد، وقالت مصادر
سياسية إن الاجتماع سيعقد بمشاركة جميع الأطراف التي شاركت في مؤتمر العقبة وهي السلطة وكيان يهود وبرعاية أمريكا
وحضور ممثلين عن مصر والأردن. وأضافت أن الاجتماع سيبحث مخرجات مؤتمر العقبة في محاولة إحلال الهدوء قبل
شهر رمضان. (معا، بتصرف)
منذ قمة العقبة الخيانية، بل ومن قبلها بكثير، والقتل مستحر بأهل فلسطين، إذ تواصل قوات يهود اغتيال وتصفية المجاهدين،
وتستمر في اقتحام المدن التي يفترض أنها في ظل (إمبراطورية السلطة!)، وتواصل حكومة الاحتلال إدارة ظهرها للسلطة،
في مقابل استخذاء وعمالة، بل وتنسيق أمني من أجهزة السلطة الأمنية مع قوات الاحتلال لتسهيل عملها طوال الفترة الماضية
لتصفية جيوب المقاومة وفلول المجاهدين في الضفة الغربية، في ظل كل هذه الظروف التي نشأت بعد قمة العقبة والتي دلت
على أنّها لم تكن سوى مؤامرة لتصفية المجاهدين وخدمة الاحتلال وإخراس للسلطة وجعجعاتها بالتنكر أو الانسحاب من
الاتفاقيات، طوال كل تلك الفترة كانت مصر والأردن وأمريكا والسلطة وكأنهم لا حس لهم ولا خبر.
أما عندما بدأت نذور الأزمة والمأزق تلوح بالأفق لكيان يهود مع اقتراب شهر رمضان الذي تتأجج فيه مشاعر المسلمين
وتستنفر فيه طاقات الشباب والغيورين ويهدد بانفلات وخروج الأمور عن السيطرة، ليست على مستوى الداخل في فلسطين،
بل على مستوى دول الجوار والأمة الإسلامية، يتداعى هؤلاء مرة أخرى ويهرولون إلى شرم الشيخ لوضع الترتيبات واتخاذ
القرارات التي من شأنها أن تحمي كيان يهود وتحول دون أن تلتهمه الأمة في ساعة غضب.
وهذا أمر متوقع، ويثبت للمرة الألف بأن كيان يهود مصلحة استراتيجية لأمريكا والغرب وحكام المسلمين والسلطة، وكلهم
مستعدون لتقديم كل الممكنات للحفاظ على هذا الكيان السرطاني والحيلولة دون إزالته.
وفي ذلك بشرى أيضا بأنه يعكس مدى خوفهم من الأمة الإسلامية وحرارة الإسلام التي بدأت تدب في أوصالها، حتى باتوا
يخشون على مشاريعهم ودولهم من ساعة غضب تفجر الأوضاع وتحرق الاحتلال وأعوانه.