sharm20319

عقدت القمة الخماسية في شرم الشيخ بين كيان يهود ومصر والأردن والسلطة برعاية وإشراف أمريكي، وصدر

البيان الختامي معلناً إنعقاد القمة والإتفاق على عدد من النقاط كان من أبرزها: خفض التصعيد في الضفة،
وضبط الأوضاع في شهر رمضان، وإتاحة المجال للسلطة لتقوم بدورها الأمني في مناطق الضفة، والتعاون
الوثيق لاستحداث آلية للتصدى للعنف والتحريض والتصريحات والتحركات التي قد تتسبب في إشتعال الموقف،
وكانت هذه النقاط هي الهدف الرئيسي من القمة التي تخلو من أي أفق سياسي، وهي النقاط التي تريدها أمريكا
لخفض التصعيد وإدارة الملف ومنع تفجر الأوضاع والتأثير على المنطقة بشكل يشغل أمريكا في قضية لا
تعتبرها ذات أولوية حالياً في ظل انشغالها بالملف الروسي والصيني والقضايا الداخلية الملحة، ولكن المشهد في
الضفة كان له رأي أخر، فقد حصلت عملية في بلدة حوارة وأعقبها إجراءات أمنية من قبل كيان يهود!
إن هذه القمة ومجرياتها ومخرجاتها تظهر أن الحضور من السلطة والأنظمة العربية جاؤوا بطلب أمريكي
لخدمة سياستها القائمة على خفض التصعيد في فلسطين وأن طرحهم ومبادراتهم ترتكز حول تقديم الإغراءات
لكيان يهود وقادته على حساب قضية فلسطين ودماء أهلها أملاً في أن يقيم لهم كيان يهود وزناً أو شأن فيعمل
على خفض التصعيد، بينما على أرض الواقع كيان يهود يصعد ويهدد على لسان رئيس وزرائه ويعيد ويكرر في
يوم القمة متحدياً بشكل سافر "كل من يحاول إلحاق الأذى بـمواطني إسرائيل ستنزف رؤسهم ونهدر دمهم ...
نحن نصل إلى الإرهابيين ومهندسيهم في كل مكان"، وذلك تعقيبا على إغتيال أحد قادة الجهاد الإسلامي في
سوريا!
إن كيان يهود لا يقيم وزنا لحكام الأردن ومصر والسلطة إلا بقدر حاجته لهم ولعمالتهم وحمايتهم، وهو يقدم
مصالحه الداخلية على رغباتهم بل إن هذا الكيان على ضعفه وحاجته لأمريكا إلا أنه في بعض الأحيان يحاول
إرضاءها بالحضور ويتهرب في التنفيذ لأن مصالحه تقتضي ذلك! ولذلك بقي إجتماع العقبة في العقبة، وإن وجد
نتنياهو وحكومته أن التصعيد يخدم وضعه الداخلي لإخماد الإحتجاجات وتجاوز المظاهرات فسوف يبقى اجتماع
شرم الشيخ في شرم الشيخ، وإن وجد أن خفض التصعيد مفيد له في رمضان فسوف يستعين بالسلطة وخونة
العرب لتحقيق ذلك! رغم أن يهود يعلنون ويستعدون من اليوم لتدنيس المسجد الأقصى بشكل كبير خلال
رمضان لتثبيت الحق الديني لهم فيه، ورغم أن نتنياهو يريد للإستيطان أن لا يتوقف وللأحداث أن تتصاعد وبن
غفير وسيمورتش يريدان ضم الضفة وجميعهم مجمعون على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
أن هذه القمم والإجتماعات تظهر لأمة الإسلام أن أمريكا تحرص على مصالحها وعلى أمن كيان يهود من وجهة
نظرها، وأن كيان يهود حريص على مصالحه التي يقدرها، بينما السلطة والأنظمة في بلاد المسلمين فهي
حريصة على مصالح أمريكا وكيان يهود ويتآمرون على الأمة وقضاياها ومكانتها خدمة لتلك المصالح، وأنهم
يجعلون مصالح الأمة قربانا يتقربون به للأعداء، وأن من كان هذا حاله كان وجوده خطرا حقيقيا ووصمة عار
في جبين أي أمة أو شعب، فكيف الحال والحديث عن خير أمة أخرجت للناس! وتظهر هذه القمم أن أهل فلسطين
بات مصيرهم يخضع لمزاج ومخططات قادة كيان يهود وقمار حكام المسلمين على نجاح القمم والإجتماعات في
خفض التصعيد ومنع التقسيم للمسجد الأقصى وبناء الهيكل، أما التدنيس فقد بات أمرا واقعا وخارج حسابات تلك
الأنظمة العميلة، وهذا يوجب على جيوش الأمة أن تسحب البساط من تحت أقدام الخونة، وأن تسقط تلك الأنظمة
وتتحرك لتحرير مسرى نبيها وأرضها المباركة وتعيد أمجاد حطين وعين جالوت.

١٩-٣-٢٠٢٣