وصفت السلطة الفلسطينية على لسان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة مجزرة جنين بالجريمة والحرب الشاملة لتدمير لكل شيء وأن الحكومة "الإسرائيلية" تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بتفجر الأوضاع وتدمير كل الجهود الرامية لإعادة الاستقرار، وقال إن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال تؤكد مجددا سعي الحكومة "الإسرائيلية" لإفشال جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف جميع الأعمال أحادية الجانب، التي يصر الجانب "الإسرائيلي" على الاستمرار بها.
وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بالتحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة "الإسرائيلية" لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل على شعبنا، مؤكدا أن الأحداث الجارية أثبتت أن حل القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه بالحرية والاستقلال، هو المفتاح الحقيقي لحل أزمات المنطقة.
لا يخفى على كل سياسي ومتابع أن جريمة جنين بل مجزرة جنين كانت بتنسيق كامل وتام مع السلطة في مكانها وتوقيتها وأنها جاءت ضمن سياق ما تم الاتفاق عليه في قمة العقبة التي احتضنتها وباركتها الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين وخاصة مصر والأردن والتي كان جزء هام منها متعلقا بتصفية المجاهدين على يد كيان يهود ريثما تجهز السلطة قوات خاصة ليقوموا بالمهمة مستقبلا نيابة عن يهود وذلك أملا من السلطة أن يُبقي عليهم كيان يهود خدما له وأسيادا على مشروعهم الاستثماري المسمى بالسلطة ريثما تتفرغ أمريكا للملف، وذلك ما يؤكد عليه أبو ردينة الذي يحاول في تصريحاته الجمع بين دموع التماسيح ومشاريع االاستعمار!
إن كيان يهود يمعن في أهل فلسطين قتلاً ودمارا، ويصعد في ذلك حتى وصل به الحال إلى استخدام الصواريخ والقذائف المتفجرة في مجزرة اليوم لهدم البيوت وقتل المحاصرين، وهو يعلنها بشكل صريح أنه لن يتوقف عن ذلك ما بقي أهل فلسطين متمسكين بأرضهم ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يستغرب من كيان حاقد جبان يقتات على سفك الدماء والإفساد في الأرض، ولكن العجب من حكام خونة طبعوا معه وحموا حدوده وقدموا له يد المساعدة وتحركوا في الأرض المباركة بأموالهم وأجهزة مخابراتهم لإبعاد الفصائل عن المشهد حتى يستفرد كيان يهود بالمجاهدين في نابلس وجنين!!
إن مجزرة جنين وما حصل في نابلس ليظهر حجم الخيانة التي ترتكب بحق المجاهدين سواء من السلطة التي تسلمهم لكيان يهود بثمن بخس، أو الأنظمة العربية التي تُبعد الفصائل عن المشهد وتساعد كيان يهود في المضي بجرائمه دون تفجر الأوضاع واشتعالها بشكل لا تريده أمريكا والدول الكبرى حاليا، وما حصل يظهر كذلك مدى حاجة أهل فلسطين والمجاهدين لقوة تدعمهم وتنصرهم!
إن الواجب على جيوش المسلمين وهم يرون إخوانهم يواجهون جيش كيان يهود بأسلحة خفيفة وظهر مكشوف دون خوف ولا وجل أن ينتفضوا من فورهم في وجه القادة الخونة والعملاء وأن يطووا هذه الصفحة المظلمة من الاستعراضات والنوم في الثكنات والأسلحة الحديثة المكدسة في المخازن وأن يسطروا حطين ثانية وعين جالوت جديدة وهم قادرون على ذلك وأهل له وأيضا يترتب على الأمة واجب عظيم، وهي ترى تلك الأنظمة المطبعة الخائنة قد باتت تعتبر الخيانة والتفريط محل فخر وتنافس، وهو التحرك الجاد والعمل السياسي الواعي لإسقاط تلك الأنظمة وتنصيب قيادة مخلصة واعية تحكمهم بالإسلام وتقتص لهم ممن سفك دماءهم ودنس مقدساتهم وهدم بيوتهم.
7-3-2023