khousheh08032023

لم يعد التساؤل عن دور السلطة ووظيفتها وجدواها في حياة أهل فلسطين هو تساؤل أهل فلسطين وحدهم، بل إن الأمر قد وصل إلى أن تثار تلك التساؤلات من صحفيي كيان يهود أنفسهم، ففي مقال ترجمه موقع جريدة القدس نقلا صحيفة هآرتس: وتحت عنوان السلطة الفلسطينية لم تجد وسيلة لحماية شعبها من المستوطنين" للكاتبة عميرة هس تذكر الكاتبة " أن الساعات الخمس التي شهدت هجمات المستوطنين، والتي عكست عقودا من التشجيع مع مثلها من الجيش الإسرائيلي والشرطة والنيابة والمحاكم والحكومات في تل أبيب، أثبتت مرة أخرى مدى طاعة قيادة السلطة الفلسطينية للتقسيم المصطنع للضفة الغربية إلى فئات(أ.ب.ج) وهو التقسيم المؤقت الذي أنشأته اتفاقية أوسلو.." كما أشارت إلى أن "أعضاء الأجهزة الأمنية الذين خضعوا للتدريبات في كل الدول العربية والغربية، لم يجدوا وسيلة لحماية شعبهم من المستوطنين، إلا انهم موجودون دائما لقمع شعبهم..."
وتضيف تلك الكاتبة ملاحظاتها حول استمرار السلطة بالتمسك بالاتفاقيات مع " إسرائيل" بما في ذلك التنسيق الأمني لكنها غير ملتزمة باتفاقياتها مع المعلمين، كما تضيف ملاحظاتها حول مجانية "التنسيق" بأن قيادة السلطة ومنذ سنوات "لم يغيروا من المعادلة ويضعوا شروطا واضحة ومحددة لاستمرار التنسيق في وجه هذه الاعتداءات وكانت فقط أفعالهم تقتصر على الإدانات والمطالبات بالحماية الدولية" ، ثم تختم " هاس بقولها "الاستنتاج الواضح هو أنه في نظر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقائدها العام محمود عباس، ليس فقط التنسيق الأمني ولكن أيضا حدود البانتوستانات التي أنشأها الانقسام الأبدي المؤقت باتت مقدسة، لأن هذه هي الطريقة التي يتم بها الحفاظ على المصالح الاقتصادية والشخصية الضيقة للغاية للطبقة الحاكمة المنقطعة عن شعبها".
لقد كان يمكن القول بأن هذه الرؤية الصحفية لحال أهل فلسطين مع السلطة إنما هي رؤية تحت التحفظ لصحفية تنتمي وصحيفتها للكيان، لولا أن واقع السلطة وحالها يطابق ما يذكره حتى صحفيي الكيان بل وأكثر قبحا، وهو واقع يعيشه أهل فلسطين حيث أن السلطة بوظيفتها وأدوارها باتت عبئا على أهل فلسطين يحيل حياتهم إلى بؤس فوق بؤس الاحتلال، وهي في وظيفتها تحاكي ما يقوم بها الاحتلال تجاه أهل فلسطين كما حدث اليوم في مشهد مخزي خلال قمع جنازة لأحد الشهداء في نابلس والاعتداء على من فيها بقنابل الغاز، ليكتمل المشهد مع بقية المشاهد المخزية لمواقف السلطة وخذلانها لأهل فلسطين وهم يتعرضون للقتل وسفك الدماء من قبل الكيان المجرم، ولسان حالها ومقالها أنه لم يعد لديها مقدس إلا الالتزام باتفاقية العار في أوسلو رغم أن الكيان قد داسها ويدوسها يوميا، وذلك لينطبق عليها قول النبي عليه الصلاة والسلام "اذا لم تستح فاصنع ما شئت"
8-3-2023