في اقتحام لنابلس أقدمت قوات كيان يهود على ارتكاب مجزرة جديدة متجددة، ارتقى فيها تسعة من الشهداء نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله، نسأل الله لهم المغفرة والرحمة والمنزلة العالية، بالإضافة إلى عشرات الإصابات، لم يفرق المجرمون فيها بين شاب وشيخ وطفل حيث كان من بين الشهداء رجل مسن وطفل، كما منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، وخلفت دمارا واسعاً جراء القصف والهدم.
لقد بات كيان يهود يرتكب كل يوم جريمة، حيث بات سفك دماء أهل فلسطين هو البرنامج الرئيسي الذي تجيئ به كل حكومة من حكومات ذلك الكيان وتباشر تنفيذه، خصوصا هذه الحكومة الحالية التي يجتمع فيها أشد شراذم اليهود وسفهاؤهم إجراما، وما ذلك إلا لعدم وجود رادع يردعهم عما يمارسونه، بل وأكثر من ذلك حصولهم على التغطية للقيام بتلك الجرائم من قبل الأنظمة العميلة، ومن قبل السلطة المتخاذلة المنسقة، والمتواطئة كما هو الحال مؤخرا في تفاهمات التهدئة المتفق عليها مع الأمريكان وكيان ويهود، حيث كان مضمونها ومدلولها تصفية بؤر الأبطال المجاهدين وتمكين كيان يهود من رقابهم، وهو ما يترجمه جيش الكيان عمليا على الأرض كما جرى اليوم في نابلس.
إن الحقيقة التي باتت بديهة، أن هذا الكيان سيستمر في إجرامه طالما بقي موجودا، وأن سياسات الانبطاح والذل، والمزيد من الذل، كما فعلت السلطة والأنظمة العميلة بسحب قرار إدانة الاستيطان، لم تزده إلا وقاحة ووحشية، فتلك السياسات لا تقدم شيئا ولا تسمن من جوع، اللهم إلا التغطية والتمكين والإغراء لذلك الكيان باستمرار جرائمه طالما كان الجبن هو النهج المقابل، وليس لذلك الكيان الذي بات سعيه لاستئصال وإبادة أهل الأرض المباركة سياسة واضحة المعالم إلا الاستئصال والخلاص من شروره مرة واحدة وللأبد.
إن العمل الجاد لتحقيق ذلك الاستئصال يقتضي بأن تحمل الأمة برمتها المسؤولية تجاه فلسطين وأهلها، وأن توظف قواها، وهي كافية وتزيد، لتحقيق تلك الغاية، وهو الأمر الذي يتطلب توحيد الخطاب وتركيزه نحو الأمة وجيوشها، بدلا من ملاحقة السراب وإضاعة الوقت في سياسات ثبت عقمها ومؤسسات دولية يرعاها المجرمون، فالأمة تستطيع إن سخرت بعض قواها، أن تجتث هذا الكيان الهش الجبان من جذوره، فاجتثاثه، واجتثاثه فقط، بات هو الحل الشافي والعلاج الكافي، بل وهو الأفق القريب لمن يتدبر، حيث معية الله ونصره القريب (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).