arouri15022023


في مؤتمر بغزة لدعم صمود الضفة والقدس، أكد العاروري " أن الظرف الدولي مواتٍ جداً لتحقيق إنجاز للقضية الفلسطينية بمقاومة عالية المستوى وقاسية ومريرة تضع العالم على حافة الخطر، وتجبره على الالتفات للقضية الفلسطينية."، وشدد قائلاً: "يجب أن نضع قضيتنا في المكان الذي يجب أن تكون فيه بمقاومة قوية فاعلة".
وطالب منظمة التحرير والسلطة بالتحرك في كل المحافل الدولية والمحاكم لحصار الكيان وكشف الغطاء عنه.
وتابع "إن الحراك السياسي لن يكون له أي جدوى إذا لم يكن خلفه مقاومة تؤكد للعالم بأن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة التي تليق به."

يبدو -للأسف- أن قيادة حركة حماس باتت أسيرة لمنظومة الهيمنة الدولية وأدواتها في المنطقة من الحكام، وبات خطابها منسجماً ومتماهياً مع خطاب تلك الأنظمة في نظرتها لقضية فلسطين وآليات حلها، وإلا فماذا يعني القول بأن الإنجاز المطلوب من المقاومة هو لفت نظر الدول الكبرى، لاستجداء الحلول منها؟!
أما مطالبة منظمة التحرير والسلطة لمحاكمة الاحتلال دولياً، فهي مغازلة سمجة طمعاً في مصالحة وهمية والمشاركة في السلطة، وهي شرعنة لمسار العمالة والخيانة والتفريط بفلسطين والذي يدركه الشيخ العاروري وقيادة حماس أكثر من غيرهم.
أما أن الظرف الدولي مواتٍ فهذا صحيح، وأما عن وجوب وضع قضية فلسطين في مكانها الطبيعي فهذا أيضاً صحيح، ولكن الاستغلال الواجب للظرف الدولي الحالي يكمن في استنهاض الأمة وتحريك كافة قواها لإقامة دولة الإسلام التي تطبق دين الله وتوحد الأمة، أما عن المكان الواجب وضع القضية فيه فهو طاولة البحث أمام ألوية وجنرالات جيوش المسلمين ليضعوا الخطط اللازمة لتحرير فلسطين واقتلاع كيان يهود من جذوره وتطهير الأرض المباركة من دنسه.
وحتى يتحقق ذلك بإذن الله تعالى لابد أن يبقى أهل فلسطين شوكة في حلق كل خائن، وصخرة تتكسر عليها كل محاولات التصفية للقضية، كما يجب أن تتوقف كل الفصائل والفعاليات عن التعامل مع قضية فلسطين بوصفها قضية وطنية، وإعادتها إلى حاضنتها الطبيعية وبيئتها الحيوية، وهويتها الأصلية قضيةً للأمة الإسلامية، ويجب أن تبقى مقاومة أهل فلسطين ودماء شهدائهم ناراً ونوراً، ناراً تحرق كيان يهود وتقض مضجعه فلا يقر له قرار في الأرض المباركة، ونوراً تضيئ الطريق لجيوش المسلمين نحو التحرير، وليست أداة لمساندة المفاوضين والمفرطين!

15/02/2023