يتقدم المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة – فلسطين للأمة الإسلامية
عامة ولأهل الأرض المباركة خاصة بأطيب التهاني والتبريكات بحلول عيد الأضحى المبارك
لهذا العام 1443 هـ، سائلين الله عز وجل أن يتقبل من حجاج بيته الحرام حجهم ومناسكهم وأن
يتقبل من المسلمين طاعاتهم وقرباتهم.
أيها المسلمون:
إن في عيد الأضحى وفريضة الحج معنى عظيما، كما أن فيهما مشهدا عظيما؛ أما المعنى
العظيم فهو أن يوم الأضحى هو اليوم الذي همّ فيه إبراهيم الخليل عليه السلام بذبح ابنه
إسماعيل عليه السلام تسليما لربه وطاعة له، ففداه الله بذبح عظيم، وهو الذي أنجاه الله تعالى
من قبل من النار عندما قام يدعو لدين ربه، وفي هذا إشارة عظيمة أن من أسلم لله وانقاد
لأحكامه طاعة له كتب الله له العافية من البلاء ورضي عنه وأيده بنصره، وفي ذلك إشارة
لأمة الإسلام أنها إن حزمت أمرها ونهضت لتقيم دينها وتستعيد دولتها، دون أن تلتفت إلا
لرضى الله تعالى وما أمر، ودون أن تحسب أي حساب لمن يخوفها أو يحرفها أو يخذلها، فان
الله عز وجل لن يخذلها وسينصرها ولو اجتمعت عليها الدنيا.
وأما المشهد العظيم، فإنه مشهد المسلمين وقد وقفوا في عرفات، أمة واحدة على اختلاف
اللغات والأقوام والألوان، قلوبهم تتجه إلى الله تعالى طمعا في غفرانه ونوال رضوانه، وفي
هذا إشارة عظيمة أنه لا يجتمع المسلمون إلا على حكم الله وشرعه، وأنه لا سبيل لوحدتهم بعد
أن تفرقت بهم السبل إلا بخلافة تقيم فيهم حكم الله وشرعه، ودولة للإسلام تعيد للامة عزتها
وتسترجع لها هيبتها بعد أن ضيعها السفهاء العابثون من حكام الجور وأعوان الكفار، تلك
الدولة التي باتت الحاجة إليها ماسة، ليس للمسلمين فقط، وإنما ليتمكن المسلمون من خلالها من
إنقاذ البشرية برمتها بعد أن وصل بها الضلال إلى منتهاه، وانحرفت عما يليق بالبشرية، بل
وعن الفطرة السوية حتى بات الفجور والشذوذ دينا يراد للبشر اعتناقه، ولم يعد للبشرية من
أمل في النجاة إلا أن تعود أمة الإسلام، أمة الرسالة، لتحمل الرسالة من جديد، فتقيم الخلافة
وتحمل اللواء وتلبي النداء، وتضج بالتكبير.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
وتقبل الله الطاعات وكل عام وأنتم بخير