في اقتحام متجدد تم الإعلان عنه مسبقا، قام مئات من قطعان المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بغطاء من شرطة كيان يهود وقواته، كما تم الاعتداء على المرابطين في المسجد الأقصى وحصارهم فيما منع الكثير من المرابطين والمصلين من دخول المسجد.
إن صورة الاقتحام هذه والعدوان على الأقصى من قبل كيان يهود باتت تكرارا مقصودا وخبيثا كعادتهم في فرض الوقائع، وذلك من خلال افتعال الأحداث والمشكلات ليعقبها تحصيل "استحقاقات" لتكرس أمرا واقعا، وكذلك من خلال جعل الاقتحام للمسجد الأقصى وانتهاك حرماته أمرا مألوفا واعتياديا شأنه شأن بقية الممارسات من قبل الاحتلال لتقليل الحساسية تجاهه عندما يصبح في الإعلام خبرا يوميا، كما أن صورة العدوان على المسجد الأقصى هي تكرار لاستخفاف كيان يهود بمدعي "الوصاية" على المسجد الأقصى وبأصحاب جهود "التهدئة" من أوليائهم من الحكام، بحيث لم يكن تأجيل الاقتحامات خلال شهر رمضان واستئنافها بعده إلا إدارة أمنية للمسألة، أما نوايا كيان يهود تجاه المسجد الأقصى فقد باتت واضحة ويغريهم في الاستمرار فيها ما يقابلها من جبن وصمت من قبل أنظمة التخاذل.
إن المسؤولية في كف العدوان على المسجد الأقصى وأهله من المرابطين فيه لا تقع على كيان يهود كما تحاول الخطابات الجبانة للسلطة والأنظمة تسويقه، فتلك الخطابات الجبانة هي التي زادت من وقاحة كيان الاحتلال وعدوانه وجرأته، بل إن المسؤولية كلها تقع على الأمة الإسلامية وقواها وأهل القوة فيها، وهو الأمر الذي يقتضي تحركها لا لوقف الاقتحامات، بل لتحرير أقصاها وقلع الكيان المعتدي من جذوره والخلاص من شروره.
5-5-2022