بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج البخاري في صحيحه من طريق محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال النبي ﷺ أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ".
وعملا بالحكم الشرعي وبعد تحرّي هلال شوال في هذه الليلة المباركة ليلة الأحد فقد ثبتت رؤية الهلال رؤيةً شرعيةً وذلك في بعض بلاد المسلمين، وعليه كان الحكم الشرعي أن يوم الأحد هو أول أيام شهر شوال وهو يوم عيد الفطر وهو ما بينه الحزب امتثالا لأمر الله، ولكنّ الأنظمة المجرمة وأذنابهم لا يريدون للأمة خيرا ولا التزاما بالحكم الشرعي ويتخذون لذلك حججا واهية لا أصل لها للهجوم على الحزب.
فقد أعلنت دار الإفتاء في الأرض المباركة أن الأحد هو المتمم لشهر رمضان، وهنا نسأل على ماذا اعتمدت دار الإفتاء؟! هل اعتمدت على وحدة المطالع الذي بينت في بداية شهر رمضان على لسان مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، وعلى صفحة قاضي قضاة فلسطين ومستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش أنه الأصل، وهو ما أجمع عليه العلماء والذي ينص على أنه إذا ثبتت رؤية الهلال وفق شهادة الشهود الشرعية في أي بلد من بلاد المسلمين فإن ذلك يوجب الصيام والإفطار للمسلمين في البلاد الأخرى، فإن كان الأمر كذلك فهل أفغانستان التي بيّنت ووثقت الرؤيا وفق الأصول الشرعية هي وغيرها من بلاد المسلمين ليست بلادا للمسلمين في نظر المفتي وقاضي قضاة السلطة وهل هي بلاد كفر وهل المطلع محصور بالسعودية؟!!
وإن كانوا يأخذون بالحسابات الفلكية التي تقول إن الرؤية مستحيلة ليلة الأحد، فلماذا تحروا الهلال في بيت المقدس وفي بلاد الحجاز وغيرها من البلدان وتم إعلان أسماء المترآئين؟! هل الهدف هو تكذيب الرؤية إن حصلت؟! وهل باتت الحسابات الفلكية، بعد أن رفض المسلمون الأخذ بها في الإثبات عملا بالحكم الشرعي، هل باتت أداة للنفي والتكذيب لتصبح هي المحدد للصيام والإفطار؟! فإن كان الأمر كذلك فما قيمة التحري بمنظورهم وكيف يستقيم التحري مع استحالة الرؤية وما قيمة الرؤية في هذه الحالة؟! ولماذا لا يصارحون الناس بأخذهم بالحسابات الفلكية إن كان الأمر كذلك؟! ثم أليس الفلك هو من قال بأنه لا يمكن حصول الرؤية في بداية شهر رمضان وحصلت الرؤية وصام الناس؟!!
إن هذا التلاعب الواضح والمفضوح لمن يتعمق فيه قليلا هو تلاعب مقصود لأغراض سياسية هدفها نشر الفرقة بين الأمة وإيقاعها في الحرام وجعلها تصوم يوم عيدها وشن هجوم واضح ومقصود على من يلتزم بالحكم الشرعي ويخالف الحكام وأنظمتهم وأسيادهم وشيوخ سلاطينهم.
إننا كحزب سياسي قائم على أساس شرعي جعل من الشرع ضابطا له في سلوكه وعمله ومن الواجب علينا أن نبرئ ذمتنا أمام الله والأمة التي تثق بنا فنُبيّن الحكم الشرعي على وجهه، رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا على ما يحصل لهذه الأمة التي تُحارب حتى في يوم عيدها ونحن نعمل ليل نهار على وحدة الأمة ولم شملها في كل مفاصل الحياة وتفصيلاتها ونذكر الأمة بضرورة الوحدة في كل لحظة وكل حين، وليس كما يروج الحاقدون والذين في قلوبهم مرض، وخطابنا للناس هو خطاب بالحسنى، فالناس منا ونحن منهم، نبيّن لهم الحكم الشرعي ولا نهاجمهم أو نتخذهم أعداء ولا نكرههم على رأينا ولكن نبين الحكم الشرعي وفق أوامر الله وتوجيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ونجيبهم بالحسنى دون أذى أو طعن أو غمز أو لمز، والأمة تدرك مكانتها في قلوبنا وعملنا لإخراجها مما هي فيه من ذل وفقر وظلم من الأنظمة العميلة للغرب.
إن هذه الحال من الفرقة في كل عام على مستوى العالم الإسلامي لا حل لها إلا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ومبايعة إمام يتقي الله فيها ويوحد صومها وإفطارها، وإنّا نرى ذلك قريبا.
قال تعالى {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا}