أعلن حراك المعلمين الموحد عن استمرار فعاليات الإضراب الأسبوع المقبل، وقال الحراك في بيان مقتضب وصل وطن نسخة عنه "نحن لسنا متسولين، ونستنكر سلوك الاتحاد في الخداع وعدم الالتزام بوعوده وتقزيم حجمنا"، وأعرب الحراك عن رفضه الاتفاقية الأخيرة الموقعة بين الاتحاد ووزارة التربية والتعليم ممثلة عن الحكومة، وأكد الحراك أن فعالياتهم ستتوقف حال تم الاستجابة لمطالبهم كافة، حيث أصدر الحراك بياناً يتضمن تلك المطالب.
ويتسبب إدارة السلطة ظهرها للمعلمين ومطالبهم في قطاع يعاني أصلا من الإهمال والمماطلة والتسويف منذ سنوات، يتسبب في شبه توقف للعملية التعليمية وهو ما ينذر بخطر كبير على الطلاب.
إن شبه التوقف للعملية التعليمية هو كارثة تتحمل السلطة مسؤوليتها بسبب إدارة ظهرها وسوء إدارتها للأزمة، وتكمن خطورة ما يحدث الآن في أن قطاع التعليم بالكاد يقف على قدميه بعد أن تعرض لضربات أكاديمية قاسية خلال فترة كورونا وخرج منها الطلاب بضعف واضح بسبب الانقطاع المتكرر عن المدارس والتعليم عن بعد وعدم توفر إمكانيات تقنية لإنجاح ذلك، وأيضاً سوء إدارة السلطة ووزارتها لقطاع التعليم خلال الأزمة.
ونقول كارثة لأن الطلاب في حالة ضعف أكاديمي شديد، إضافة أنهم تعودوا على البعد عن المدرسة والانقطاع عن الدراسة، وتسبب ذلك في ضعف اهتمامهم بالدراسة والتعلم وأصبحوا في حالة أقرب إلى الضياع، وهذا ينذر بخطر كبير وبخروج جيل جاهل ضحية للسلطة وسياستها، جيل لا يهتم بالعلم والتعلم، جيل عقله مشغول في اللعب واللهو، فهل هذا ما تريده السلطة؟ وهل وضع العصي في دواليب العملية التعليمية والتنكر للمعلمين ومطالبهم سياسة مقصودة هدفها تعمد إخراج جيل جاهل وليس عجز في ميزانية أو قلة في المال؟؟
إنّ المعلمين بعد مماطلة السلطة وتسويفها في تنفيذ مطالبهم لجأوا إلى الإضراب ظناً منهم أن السلطة لن تستطيع تحمل الضرر الكبير الذي سوف يسببه الإضراب للقطاع التعليمي والطلاب، فتوافق على مطالبهم كما يحصل في الدول التي تهتم بقطاع التعليم وتحرص عليه ولو بأدنى مستوى، ولكن السلطة أظهرت أنها لا تكترث للإضراب وأضراره ولا للطلاب ولا لقطاع التعليم بل أنها اختارت مواجهة ذلك بقرارات خصم وتهديد بالفصل، وهذا يهدد القطاع التعليمي بفقدان كوادر تعليمية هو بحاجة إليها، فهل هكذا تورد الإبل وتُحل الأزمة؟!
على أهل فلسطين أن يدركوا أبناءهم من الضياع وأن يرفعوا أصواتهم ليجبروا السلطة على إنصاف المعلمين بشكل يعيد العملية التعليمية إلى العمل فوراً بعد هذا التعثر الطويل والانقطاع المتكرر وذلك قبل أن يجدوا أبناءهم جهلة لا يقرؤون ولا يكتبون، وذلك بعد أن ضربت المناهج وشروط الممول البقية الباقية من ثقافتهم التي كانت في المناهج سابقاً، وعليهم ألا يستمعوا لكذب السلطة وحججها الواهية بنقص الأموال التي هي كثيرة ولكنها مستنزفة على القطاع الأمني ذاك الثقب الأسود الذي يبتلع 22% من الميزانية في أقل التقديرات بينما الصحة والتعليم تعاني الأمرين.
23/4/2022