تعليق صحفي

بريطانيا ينخرها السوس وبرلمانها مرتع لتعاطي المخدرات!!

ما زالت أصداء تحقيق صحيفة صنداي تايمز الذي صدر قبل أيام حول تعاطي المخدرات في البرلمان البريطاني بشكل كبير تتردد في الأجواء، حيث أن التحقيق يكشف عن العثور على آثار مخدر "الكوكايين" في أكثر من مكان في مجلس العموم واللوردات في بناية البرلمان، ونقل التحقيق شهادات صادمة لموظفين في البرلمان مفادها أن تعاطي المخدرات ثقافة رائجة داخل هذه البناية العريقة.

ويظهر التحقيق أن حزب الأغلبية والمعارضة يتقاسمون آثار المخدرات وأن الكوكايين في كل مكان، ومن الأماكن التي تم فيها العثور على هذه الآثار مراحيض قريبة من مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومكتب وزيرة الداخلية بريتي باتيل، ويظهر التحقيق وجود ما تسمى "ثقافة الكوكايين" التي يتورط فيها البرلمانيون إلى أصغر عامل في البرلمان، والأمر ينطبق على كل ألوان الطيف السياسي البريطاني، أما عن استهلاك الحشيش والقنب الهندي فهذا أمر اعتيادي داخل البرلمان ويتم بشكل مكشوف.

إن هذا التحقيق يظهر أن بريطانيا حالها حال أمريكا وغيرها لم يعد السوس الذي ينخرها مقتصر على الناحية السياسية والاقتصادية والأخلاقية بل أصبحت دولا يقودوها المدمنون والمثليون والمتحرشون وأن ثقافة الحريات التي انبثقت من صلب الليبرالية والعلمانية، وثقافة الأرباح التي انبثقت من صلب الرأسمالية أصبحت وبالاً عليهم فأصبح بيع المخدرات يجلب الربح وتعاطيها ينسجم مع الحرية الشخصية، ومن ثم ومن باب الترقيع يخرج رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بزي الشرطة ليعلن خطة غير مسبوقة لمحاربة تجارة المخدرات في البلاد وإدمانها، وتخصيص ميزانية تبلغ نحو مليار دولار لتحقيق هذا الهدف وبرلمانه مرتع لتعاطيها!

لقد جعل النظام الرأسمالي البشرية غارقة في المخدرات والزنا والشذوذ والقمار وكل رذيلة، حتى فقدت البشرية طمأنينتها وحياتها الكريمة التي أرادها الله لها وأصبحت الشعوب الغربية بين مديون وبين سكران وبين مدمن وبين مريض نفسي وبين متنقل من بار إلى آخر لا أسرة ولا استقرار، ففي بريطانيا لوحدها وحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن سوق تجارة المخدرات يصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، أما تأثيره على الأمن والمجتمع فيبلغ الضعف أو 3 أضعاف وأن نسبة الوفيات بسبب استهلاك المخدرات قد ارتفعت منذ 2012 إلى 2021 بنسبة 80%، وأغلب هذه الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من المخدرات وأن واحداً من أصل 11 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 16 و59 سنة تعاطوا المخدرات خلال سنة 2020، وهو ما يعني أن 1.1 مليون شخص استهلكوا المخدرات.

إن الغرب -عبر هذه السلوكيات- يتحدث عن نفسه ولا نريد لأحد من المضبوعين أن يتحدث عن ثقافته ورقيه وتقدمه! كما أن السوس يوشك أن يطيح بتلك الحضارة الجشعة التي جلبت الشقاء والتعاسة والحروب للبشرية خدمة للرأسماليين ودولهم، وهذا يوجب على المسلمين أن يسقطوا الأنظمة التي يرسم سياساتها مدمنو بريطانيا ومثليو أمريكا -بايدن يعين مثليين في المناصب الحكومية العليا- وأن يقدموا للبشرية البديل الحضاري الذي يليق بها ألا وهو مبدأ الإسلام الذي يقضي على القذارات وينشر العفة والرحمة والطمأنينة والاستقرار في المجتمع وعند الأفراد فبه وحده تقتنع العقول وتطمئن القلوب وتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي وتعود أمة الإسلام إلى مقدمة الأمم تقودهم لكل خير وتبعدهم عن كل شر ومهلكة.

قال تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 168 ) إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}( 169 ) .

13-12-2021