تعليق صحفي

أهمية السلطة في نظر أمريكا وكيان يهود تكشفها تصريحات غانتس وتقرير الشاباك!

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: جدد وزير جيش الاحتلال بيني غانتس على تفضيل "إسرائيل" خيار "التنسيق الأمني والاقتصادي" في العلاقة مع السلطة الفلسطينية على التوجه إلى "تسوية سياسية"، وقال إنه "من المستحيل حالياً التوصل إلى تسوية سياسية سواء مع أبو مازن أو من الحكومة الإسرائيلية، لكن من الممكن التقدم بخطوات عملية في مجال التنسيق الاقتصادي والأمني وقد فعلنا ذلك".

وكان غانتس قد أكد في كلمة له خلال المؤتمر السنوي لمنظمة الجالية (الإسرائيلية – الأمريكية) "سعيه لتقوية السلطة الفلسطينية"، وهو أيضاً ما أوردته جريدة القدس في عددها الأخير- الأحد/12 كانون الثاني عن لقاء يُجرى الإعداد له يجمع رئيس السلطة أبو مازن ووزير دفاع كيان يهود بيني غانتس ورئيس الوزراء البديل وزير الخارجية يئير لبيد ضمن خطة أمريكية مصرية لتقوية السلطة الفلسطينية بعد الضعف الذي أصابها في عهد نتنياهو، وأن أمريكا ومصر تعتقدان أن هنالك عشرات الإجراءات التي تخفف التوتر وتحسن الوضع المعيشي في الضفة وتسهم في تقوية أنصار المسيرة السلمية وحل الدولتين.

تظهر هذه التصريحات السياسية المباشرة أن الحفاظ على قوة السلطة الفلسطينية قضية يجمع عليها الأمريكان وكيان يهود والأنظمة العربية وأن حالة الضعف التي تعيشها السلطة بسبب فقدانها للحاضنة الشعبية وانعدام تأييد الناس لها وللمنظمة ومشروع الدولتين في ظل حالة الوعي المتنامي وكثرة المخططات التي استهدفت الناس وأموالهم وأبناءهم وأمنهم وجعلتهم يفرقون بين العدو والصديق، ومن ثم تفاقم هذا الضعف بسبب سياسات كيان يهود المتعلقة بالاستيطان والقدس وحجز جزء من الأموال، كل ذلك جعل أمريكا تؤكد على ضرورة تقوية السلطة وجَعل كيان يهود يتخذ إجراءات تحد من ذلك الضعف، وجعلته يتحرك لدعم السلطة في إجراءات أخرى كما حصل قبل أيام بالسماح للأردن بزيادة التبادل التجاري مع السلطة الفلسطينية وكما هو مخطط في اللقاء المرتقب مع أبو مازن.

وكيان يهود على لسان غانتس لا يريد حلا ولا يريد سلاما وإنما يريد أن يدعم السلطة اقتصادياً وأمنياً! وذلك حتى تتمكن من القيام بدورها الأمني وبالتنسيق الأمني وتكمل مسيرتها في تحطيم أهل فلسطين أخلاقياً وثقافياً وأمنياً وتمنع كل عمل يبقي القضية حية أو تفكير يؤذي كيان يهود ويعمل على تحريك الأمة وضبط البوصلة ويمنع تصفية القضية، فتبقى كحارس ذليل يحمي كيان يهود مقابل امتيازات وأموال تغتصب من جيوب أهل فلسطين!

إن السياسي الواعي يدرك أن تصريحات بيني غانتس وكذلك تقرير "التقديرات الاستخباراتية السنوية" لرئيس الشاباك الجديد رونين بار والذي حذر فيه الأحد الماضي من انهيار السلطة ومطالبته أمام المجلس الوزاري المصغر بالعمل على تقوية السلطة الفلسطينية -كما أوردت صحيفة القدس- يظهر كم أن كيان يهود وجهاز الشاباك مهتم بقوة السلطة وعدم انهيارها!

إن سلطة هكذا حالها لا تؤتمن على أرض ولا على عرض ولا على قضية فهي ليست أكثر من جهاز أمني يخدم المحتلين، وكيان مسلط على رقاب الناس وأموالهم وثقافتهم لغرض تصفية قضية فلسطين لصالح كيان يهود.

12-12-2021