تعليق صحفي
النظام السوداني يضع اللمسات الأخيرة على خيانة التطبيع
ويستعد لإعلانها تحت ذريعة الحصول على مساعدات اقتصادية وتسهيلات سياسية!

وصف رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان مباحثاته مع الوفد الأمريكي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بالمثمرة، وجاء ذلك في بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني فور عودة البرهان إلى الخرطوم قادماً من الإمارات حيث قاد وفد بلاده في مباحثات مع الجانب الأمريكي استغرقت ثلاثة أيام.
وقال البرهان وفقاً للبيان "اتسمت المباحثات بالجدية والصراحة وناقشت عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها قضية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب كما تناولت عدداً من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها مستقبل السلام العربي "الإسرائيلي" الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة ويحفظ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وفقاً لرؤية حل الدولتين"، وأضاف "تناولنا في المباحثات الدور الذي ينتظر أن يلعبه السودان في سبيل تحقيق هذا السلام". (سكاي نيوز عربية 2020/9/23)
إن تصريحات البرهان بعد عودته من أبو ظبي تبين أنه تم وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية السلام التي يراد توقيعها مع كيان يهود وذلك بعد تحركات واجتماعات متزاحمة في الآونة الأخيرة شكّل إعلان التطبيع العلني مع كيان يهود نقطة ارتكازها، وهذا يأتي ترجمةً لإعلان ترامب عقب توقيع الإمارات والبحرين أن هنالك خمس إلى ست دول عربية جاهزة للتطبيع.
إن النظام السوداني بكافة أركانه قد حزم أمره وقرر المجاهرة بخيانته واللحاق بركب الإمارات والبحرين وهو على كلمة واحدة لا فرق بين مجلس وزرائه ولا بين ما تسمى قوى الحرية والتغيير، فبحسب ما نشرته الجزيرة نت قبل أيام نقلاً عن موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي فإن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك "بات مقتنعاً أن التطبيع مع (إسرائيل) سيخدم مصالح السودان"، وكذلك جاء موقف قوى الحرية والتغيير حيث قال القيادي في قوى الحرية والتغيير حبيب العبيد لموقع عربي 21 لدى سؤاله عن التطبيع "إننا منفتحون على العالم الخارجي بشكل كامل... وأن التطبيع الرسمي مع (إسرائيل) يمر عبر التوافق الوطني... وأن كل السيناريوهات محتملة في كل الاتجاهات وما يهمنا مصلحة السودان".
إن النظام السوداني بقيادة البرهان يتجرأ على ما لم يتجرأ عليه من سبقه من العملاء ومنهم البشير، من خيانة وتطبيع ضارباً عرض الحائط بموقف ومشاعر أهل السودان المسلمين الذي يرفضون التطبيع ويتوقون لتحرير فلسطين من يهود، وهو يسير في ضلاله غير آبه سوى بإرضاء سيدته أمريكا وتحقيق غايات رئيسها الانتخابية وطمعاً في بعض المساعدات والمليارات والتسهيلات ومنها رفع اسمه من قائمة الإرهاب، وهذا يوجب على أهل السودان أن يقفوا في وجه النظام الخائن الذي باع قضية فلسطين قضية الإسلام والمسلمين بثمن بخس! وأن يقوموا قومة رجل واحد فيسقطوه ويقيموا على أنقاضه دولة الخلافة الراشدة فتحرك الجيوش لتحرير فلسطين وتنقذ السودان مما هي فيه من ذل وفقر وتسول واستعباد.