تعليق صحفي

النظام اللبناني على خطى الإمارات والبحرين في التطبيع والخيانة!

أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عن التوصل إلى اتفاق إطار لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان و(إسرائيل)، واعتبر أن الخطوة من شأنها أن تفضي إلى سداد ديون لبنان. وقال بري إن بلاده ستجري مفاوضات مع (إسرائيل) لترسيم الحدود البرية والبحرية برعاية أممية ووساطة أميركية، وأضاف أنه "طُلب من الولايات المتحدة من قبل الطرفين (إسرائيل ولبنان) أن تعمل وسيطا ومسهّلا لترسيم الحدود البحرية، وهي جاهزة لذلك".

ورحبت الولايات المتحدة الخميس باتفاق "تاريخي" بين لبنان و(إسرائيل) لبدء محادثات بشأن الخلافات الحدودية بينهما تم التوصل إليه "تحت رعاية الولايات المتحدة"، وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -في بيان- أن هذا الاتفاق "ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة استمرت نحو 3 سنوات"، واعتبر بومبيو أن هذه خطوة بالغة الأهمية وتخدم مصالح لبنان و(إسرائيل) والمنطقة والولايات المتحدة، معربًا عن أمله في انطلاقة "سريعة" للمباحثات حول الحدود البحرية.

لم يطق النظام اللبناني المصطنع أن ينتظر طويلا بعد أن سبقه إلى التطبيع العلني كل من النظامين الإماراتي والبحريني، فجاء هذا الإعلان ليشكل حلقة جديدة من حلقات الخيانة تضاف إلى سلسلة التطبيع العلني مع كيان يهود بحجج ومبررات وأعذار لا تقل جرما عن خيانة التطبيع نفسها؛ حيث برر رئيس البرلمان اللبناني هذه الخطوة بقوله "أنه عمل على هذا الاتفاق منذ عقد من الزمن وذلك قبل ‏توجهات العرب نحو التطبيع"!! وأن من شأن هذه الخطوة أن تساهم في سداد ديون لبنان!!

إن الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، الموالية منها و"الممانعة"، كلها في الخيانة سواء، وهي لم تعد تتقن حتى فن الخداع، ومنها من وصل لدرجة من الوقاحة جعلته يختار البيع العلني لقضية فلسطين دون ستار أو شبه ستار؛ فالنظام السوداني يساوم على المبلغ الذي سوف يحصل عليه مقابل التطبيع، والنظام اللبناني يتحدث عن سداد الديون! وذلك بعد أن نهب النظامان ثروات البلاد وأموال الشعب ومقدراته ودمروا البلاد وجعلوها خاوية على عروشها واستنزفوها وأرادوا الآن البحث عن مصدر جديد (التطبيع) لجني الأموال ونهبها ولو كان ذلك على حساب قضايا المسلمين!

إن تلك الأكاذيب والحجج الواهية التي تسوقها الأنظمة لتبرير تطبيعها مع كيان يهود الغاصب لا تنطلي على أحد، فالجميع بات يعلم أن الهدف من التطبيع سياسي، وأنه بدفع من أمريكا بما ينسجم مع سياستها الحالية القائمة على تصفية قضية فلسطين إقليميا من خلال اتفاقيات التطبيع، وذلك بالتوازي مع العمل على تصفيتها محليا، وذلك لإنهاء ملفها لصالح كيان يهود بشكل مطلق، وواضح أن التوقيت جاء بأمر من ترامب ليحقق مكاسب سياسية تدعم حملته الانتخابية، وهذا ظاهر في نسب بومبيو هذا الإنجاز لإدارة ترامب وأنه ثمرة لجهود دبلوماسية استمرت لثلاثة سنوات.

إن الواجب على المسلمين في جميع البلدان أن يقفوا في وجه الحكام الخونة، وهم إما مطبع أو يريد التطبيع، وعلى أهل القوة أن يوقفوا نزيف الأمة على مذابح أعدائها وأن يسارعوا في اسقاط  تلك العروش التي أوردت الأمة المهالك، وأن يسيروا خلف قائد مخلص يقودهم لتحرير فلسطين كاملة واقتلاع كيان يهود الذي طغى وتجبر.

2-10-2020