تعليق صحفي
حكام مصر مفرطون بمصالح الأمة متشبثون بمصالح الاستعمار
دعت مصر مجلس الأمن الدولي إلى التدخل من أجل استئناف المحادثات حول سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على النيل الأزرق قرب الحدود مع السودان. وتوقفت المحادثات بشأن سد النهضة الإثيوبي مرة أخرى هذا الأسبوع وذلك قبل أسبوعين من بدء تشغيله المتوقع. وقالت الخارجية المصرية في بيان "اتخذت جمهورية مصر العربية هذا القرار على ضوء تعثر المفاوضات التي جرت مؤخرا حول سد النهضة نتيجة للمواقف الإثيوبية غير الإيجابية". وتخشى مصر من أن يمثل المشروع "تهديدا وجوديا" لها منذ أن بدأت أعمال البناء في المشروع عام 2011، إذ تعتمد مصر على نهر النيل للحصول على قرابة 90 في المئة من احتياجاتها من المياه. وتخشى القاهرة من أن يؤدي المشروع إلى تراجع حصتها من مياه النهر. وثمة مخاوف من أن يؤدي بناء السد إلى سيطرة إثيوبية على أطول نهر في أفريقيا، في حين إن مصر تريد ملء السد على فترة أطول حتى لا ينخفض منسوب النهر بشكل مفاجئ. (بي بي سي العربية).
إنّ خطر سد النهضة على مصر ليس محل خلاف أو شك لدى كل المتابعين والأطراف، وهو خطر يدرك حكام مصر أنه يمثل تهديدا حقيقيا لمصالح البلاد المائية والاستراتيجية والسيادية، وذلك على المستويين القريب والبعيد، ورغم ذلك فإن حكام مصر يتصرفون حياله تصرف الأقزام الجبناء، بل الخائنين لمصالح البلاد والعباد في أرض الكنانة.
فمسألة بهذا الحجم من التهديد على البلاد ينبغي أن تتصرف تجاهه الدولة تصرفا جديا حقيقيا وعاجلا، وليس تحركات دبلوماسية عرجاء ولا لجوءاً إلى المجرمين والأعداء وهيئاتهم.
فأمريكا التي تلجأ إليها مصر للوساطة ومجلس الأمن الذي تطلب تدخله، كلاهما لا يمكن أن يصدر عنهما ما هو خير للمسلمين ولبلادهم، وهما أداتان من أدوات الكفر والاستعمار في العالم كله، ولا يلجأ إليهما إلا كل مخبول أو عميل.
ولو كان حكام مصر العملاء لديهم ذرة من عزة أو حرص على مصالح المسلمين لأنهوا المسألة في أيام إن لم يكن في ساعات، وإلا فما قيمة قوة الدولة وجيشها ومقدراتها إن لم تُستنفر للدفاع عن مصالح البلاد؟!
ولكن السيسي ونظامه قد سخّروا كل جهودهم ومقدرات البلاد من أجل حرب الإسلام والمسلمين وموالاة الكفر والاستعمار، وهم يستنزفون الناس والبلاد من أجل تمرير المؤامرات وخيانة الأمة، وآخر همومهم هي مصالح المسلمين في أرض الكنانة.
عجل اللهم للأمة بالخلاص من كل الحكام المجرمين وأبدلنا بهم خليفة راشدا يسهر على مصالح الأمة ويرعى شؤونها.