تعليق صحفي

بل القدس ستكون -بإذن الله- عاصمة الخلافة الإسلامية

في احتفالية في مدينة أريحا وافتتاحا لفعاليات "القدس عاصمة الثقافة الإسلامية ٢٠١٩"، دعا رئيس السلطة محمود عباس جميع من في مشارق الأرض ومغاربها إلى شد الرحال إلى القدس، وشراء ساعة رباط فيها وفي أكنافها، مؤكداً أن القدس لن تكون وحدها.

إن مما لا شك فيه أن القدس تتعرض لأعتى هجمة شرسة، ترمي إلى تهويدها وإلى تقسيم مسجدها زمانيا ومكانيا، وأنها تعاني من تواطئ الأنظمة مع المحتلين والمستعمرين، الذين لم يعودوا يجدوا غضاضة في تدنيس كيان يهود للأقصى ويسعون للتطبيع معه ونيل رضاه ورضا ترامب من خلفه.

والسؤال الذي يطرح، هل مجابهة هذه الهجمة الشرسة تكون بالتطبيع مع المحتل تحت شعار زيارة القدس؟ أم تكون بالدعم المالي الذي يذهب في أدراج كبار المتنفذين في السلطة ولا ينال أهل القدس منه حتى الفتات؟ أم بفعاليات تراثية أو أخرى تسمى ثقافية وهي لا تمت للقدس ولا لهويتها الإسلامية بصلة؟!

القدس أيها السادة محتلة، ونصرتها لا تكون بدخول المسلمين في شتى أصقاع العالم لها تحت حراب الاحتلال، ولا تكون بترميم اليسير الذي يسمح به المحتلون، ولا بالصراع على الولاية الدينية اللاسيادية على مقدساتها، بل تكون بتحريرها، بحشد طاقات الأمة وتحريك جيوشها لتحقيق ذلك، وكل ما سوى التحرير لهوٌ وألهيات وتفريغ لتطلعات الأمة التي تهفو أفئدتها للقدس وأقصاها.

ثم أليس من اعترف بشرعية احتلال يهود  لمعظم فلسطين وأقر بكيانهم الذي أسس على جماجم أهل فلسطين ومعاناتهم ورضي بتقسيم القدس إلى شرقية وغربية، أليس هذا شريكا في كل ما تعانيه القدس؟! فعلام الشعارات الفارغة؟! كفى خداعاً وتمثيلا!

إن من كان سببا أو شريكا أو متواطئا في معاناة فلسطين وأهلها لن يكون له سهم في تحريرها، ففتحها وتحريرها شرف ناله من كان فاروقا للأمة وصلاحا لدينها، ولا يناله من يحارب الإسلام باسم الإرهاب ومن يوالي الكافرين المستعمرين والمحتلين، بل يناله عبادٌ لله سيدخلون المسجد في ظل خلافة على منهاج النبوة كما دخله المسلمون أول مرة، فإذا كانت ببيت المقدس فثم عقر دارها، فالقدس ستكون -بإذن الله- عاصمة الخلافة القادمة. وعسى أن يكون ذلك قريبا.

١٣-٤-٢٠١٩