تعليق صحفي
السلطة تعيد تدوير نفسها بتغير جلدها كلما اهترأ
أدت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور محمد اشتيه عضو اللجنة المركزيّة لحركة فتح اليمين القانونية أمام رئيس السلطة محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، واستعرض اشتية الخطوط العريضة لبرنامج حكومته ومنها تحقيق الوحدة الوطنية والتحضير للانتخابات التشريعية ودعم عائلات الشهداء والأسرى والجرحى وتعزيز صمود المواطن على أرضه والدفاع عن القدس والنهوض بالاقتصاد الوطني.
لقد بات من الواضح أنّ أيا من الحكومات المتعاقبة في فلسطين ومنذ عام 1994 لم تجلب الخير لأهل فلسطين لا على الصعيد السياسي حيث كيان يهود ما زال جاثما على صدور أهل فلسطين والاستيطان في ازدياد، ولا على الصعيد الاقتصادي، حيث الفقر والبطالة وسوء الأحوال في تنام بفعل الضرائب الجائرة والقوانين الظالمة التي فرضتها الحكومات المتعاقبة والتي جعلت من السلطة مشروعا استثماريا لأزلامها، ولا على الصعيد الصحي حيث الأوضاع الصحية في ترد بسبب الإهمال واللامبالاة والمستشفيات الحكومية خير شاهد على ذلك، ولا على الصعيد التعليمي حيث التعليم في انحطاط وترد بفعل تغيير المناهج وفتح وزارة التربية والتعليم الباب على مصراعيه أمام الجمعيات الإفسادية والنشاطات اللاأخلاقية لتدمير المدارس والجامعات، أما البنية التحتية فهي متهالكة بسبب السرقات والفساد، وكذا الأمر على جميع الصعد، فحدث ولا حرج، ترد وانحطاط وتهاو.
وما تغيير الحكومات ومنها الأخيرة إلا ألهيات لإشغال الرأي العام بها في محاولة متكررة من السلطة لإعادة تدوير نفسها لتتمكن من المضي قدماً في مشروعها الخياني، السلام مع يهود، ومحاولة بائسة منها في هذا الوقت لإيجاد بصيص أمل عند الناس بأن تغيير الحكومة قد يغير من الواقع المتردي على جميع الصعد وأنه قد يحمل في طياته الخير.
إنّ هذه الحكومة ليست بأفضل حال من السبع عشرة الذين سبقوها، فتغيير السلطة للحكومة حاله حال تغيير الأفعى لجلدها كلما اهترأ، فلا يعول على السلطة في إنقاذ الأسرى وتحرير المسرى، ولا يعول عليها في تخليص الناس من ضيق العيش فهي التي تسببت بالجزء الأكبر منه، ولا يعول عليها في ردع كيان يهود ومنع بطشه فهي التي اعترفت به وحمته وأعانته، وكذلك لا يعول على ما تفرزه السلطة من حكومات.
أما السبيل للخلاص من القهر والذل وضيق العيش والتجبر بالأسرى وتدنيس المسرى فيكون من خلال استنهاض الأمة وجيوشها للتحرك والنفير وإعلان الجهاد لإقتلاع كيان يهود من جذوره فعندها تزول الأعراض بزوال المسبب، وما عدا ذلك هو مضيعة للوقت ودوران في حلقة مفرغة، هذا فوق إشغال الفصائل في صراع مقيت على سلطة وهمية وحكومات ومناصب ومسميات شكلية، ودفعهم لمزيد من التشرذم والانقسام.
هذا هو الحل الشرعي والعملي طال الزمن أم قصر، استسهله البعض أم رآه صعب التحقق، فالنصر من عند الله وعلى أيدي المؤمنين.
((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ))
14-4-2019