تعليق صحفي

الدول الخليجية ونظام الأسد وكل الأنظمة العميلة للغرب في خندق واحد لمحاربة الإسلام

  باريس- "القدس العربي"- آدم جابر: قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن دولاً خليجية باتت على استعداد للعمل على إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وتقديم الدعم له في عملية إعادة إعمار بلادها، ولكن بشرط أن يخرج الإيرانيون ويقطع تحالفه مع طهران.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن سفير فرنسي سابق في دمشق قوله إنه: "حتى قبل الثورة، كانت السعودية تعتبرُ أن المشكلة في سوريا، ليس الأسد، ولكن تحالفه مع إيران".

قسمت أمريكا الأدوار بين الدول العميلة لها في الحرب الصليبية المعلنة على الأمة الإسلامية ووقع بعض المضللين في شباك المؤامرات السياسية فظنوا لوهلة معاداة الدول الخليجية وغيرها من الأنظمة العميلة للغرب لنظام الأسد في مرحلة احتواء غضب الأمة تجاه نظام الأسد المجرم الذي أوغل في دماء المسلمين.

إن الوعي السياسي على الأحداث وعدم اغفال حقيقة عمالة الأنظمة العميلة للغرب يجب ان يكون حاضرا في التعامل مع هذه الأنظمة التي شاركت في المؤامرة على ثورة الأمة وتحركها للانعتاق من رقبة الاستعمار الذي يستخدم هذه الأنظمة كأدوات لتكريس نفوذه في بلادنا، فحين أتمت هذه الأنظمة وظيفتها في احتواء بعض الفصائل التائهة والمضللة والتي أغوتها الدولارات كشرت عن أنيابها وباتت تعلن صراحة أن نظام الأسد يمكن التعايش معه بل والعمل على بقائه في السلطة ودعمه.

إن الحقائق السياسية التي طرحها حزب التحرير والذي حذر فيها  الأمة والفصائل من الوقوع في فخ الأنظمة العميلة والارتماء في أحضانها باتت واقعا صارخا لا يمكن تجاهله تعلن عنه الدول العميلة للغرب دون مواربة أو خجل، فأي عذر لتلك الفصائل والمجموعات التي لعبت دور المرتزقة بيد تلك الأنظمة المجرمة أمام الله والأمة والمصائب التي حلت بأهل الشام وغيرهم من المسلمين، أي عذر لها وقد لعبت فيها تلك الفصائل دور المرتزقة التي أنهكت الثورة والناس ليعود مموليها من الأنظمة العميلة للغرب لنقطة الصفر للعمل على إبقاء نظام الأسد الذي قتل وشرد الملايين من أبناء المسلمين؟!

إن أي تحرك للأمة يجب أن يكون ضمن هدف شرعي واحد بطريقة شرعية محددة تخرج الأمة من هذا الواقع الأليم الذي تعيشه ومن المجزرة المستمرة في حقها، هدف يتمثل في إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تقتلع فيه كل الأنظمة العميلة للغرب وتهدم فيه كل العروش التي بنيت على دماء المسلمين بمعاول الغرب المستعمر الحاقد، وتزال فيه كل الحدود المصطنعة على مقاس سايكس وبيكو، ويطبق فيه الإسلام جملة واحدة على أنقاض حطام الديمقراطية والرأسمالية العفنة، فالقضية ليست الوصول للحكم أو المشاركة فيه بل تحطيم الأنظمة وكل القائمين عليها وإقامة نظام الإسلام بتطبيق شرع الله في خلافة على منهاج النبوة.

فقد وجب على الأمة وهي تعيش هذه الحلقة المفرغة من المؤامرات على دينها وأرضها  وثرواتها أن تقتلع هذه المنظومة الشريرة من الأنظمة العميلة والحكام الخونة والحدود المصطنعة والدساتير العلمانية المجرمة وبطانة الحكام من علماء سلاطين وساسة منافقين واعلاميين مرتزقة وغيرهم ممن يساندون المستعمرين ويكرسون نفوذهم في بلادنا...وجب على الأمة نسف هذه المنظومة الشريرة وإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة لتستعيد الأمة سلطانها وتخرج من هذه الحلقة المفرغة والمأساة التي تكابد ليل نهار، فإلى العمل الجاد نحو إقامة الخلافة يجب أن تتوجه جهود كل المخلصين لدينهم والغيورين على أمتهم من أبناء الأمة وأهل القوة فيها.

8-9-2018