تعليق صحفي
المؤسسات الدولية مجرد أداة بيد الدول الكبرى، فمتى يفيق المعتصمون بحبالها؟!
هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا أصرت على الاستمرار في جهودها لمحاكمة مواطنين أمريكيين بسبب اتهامات بانتهاكات لحقوق معتقلين في أفغانستان.
وانتقد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون أيضا التحركات الفلسطينية لدفع المحكمة الدولية لفتح تحقيق في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبها جنود "إسرائيليون" في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:
1. ما يحدث في أروقة المؤسسات الدولية هو انعكاس لحالة المناكفات بين الدول الكبرى في ملفات عدة، وكثيرا ما حركت أوروبا المحكمة الجنائية لصالح مواقفها في صراعها الاستعماري على المصالح والنفوذ ضد أمريكا، لذلك فواهم من يرجو من هذه المؤسسات انصافا أو يبحث عن العدل في صفحاتها.
2. إن تهديد أمريكا لقضاة الجنائية يؤكد أن القرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية لا قيمة لها في نظر أمريكا -ومثلها بقية الدول الكبرى- إذا كانت تعارض مصالحها، وهي تدّعي تطبيق القرارات الدولية إذا كانت تخدم أجنداتها الاستعمارية فقط، لذا فالمعتصمون من حكام المسلمين بالحبال الدولية لا يخرجون عن خدمة الأجندات الاستعمارية أمريكية كانت أم أوروبية.
3. إن جرائم أمريكا في أفغانستان والعراق وجرائم يهود في فلسطين لا تحتاج لمحاكمات أو أدلة وبراهين، فهي أسطع من الشمس في رابعة النهار، وكثيرا ما بُثت مباشرة على شاشات الفضائيات مما جعلها غنية عن الاثبات، فجعل هذه الجرائم محل شد وجذب يعد تقليلا منها ومن فظاعتها.
4. إن جرائم المستعمرين والمحتلين يجب أن يرد عليها الصاع صاعين أو يزيد، وليس الرد عليها باستصدار قرار إدانة أو حجز أموال أو منع من السفر، فدماء المسلمين غالية ولا يكافئها إلا الدم وفتح البلدان، فمن أراد الانتقام لها فليوجه جهوده لتحريك جيوش الأمة لتقتلع نفوذ المستعمرين وتنهي وجود المحتلين وتعيد المسلمين مرهوبي الجانب.