تعليق صحفي
الإصرار على هدم الخان الأحمر إجرام يهودي يُوجب تحركا حقيقيا لا شكليا
قررت المحكمة العليا لكيان يهود خلال جلسة الالتماس اليوم الأربعاء، إخلاء وهدم قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، على أن يتم البدء بتنفيذه بعد أسبوع من اليوم. وفي هذا السياق حذرت منظمة التحرير الفلسطينية حكومة الاحتلال من اي مساس بقرية الخان الاحمر أو تهجير سكانه، واعتبرت ذلك بمثابة جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني ولكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة. وكذلك أدانت وزارة الخارجية والمغتربين القرار واعتبرته دليلاً جديداً على أن المحكمة العليا جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال وتعمل على تنفيذ سياساته، بعيداً عن أي قانون أو مرجعيات قانونية، وهو محاولة للتغطية على جريمة التطهير العرقي ضد المواطنين الفلسطينيين.
السلطة ومنظمة التحرير وحواشيهما وملحقاتهما يواصلون حرف البوصلة والوجهة عن حقيقتها، فهم مصرون على التعامل مع الاحتلال بأدوات الاستعمار ومفرداته ولغته، وذلك بحد ذاته تآمر على فلسطين وأهلها.
فما الفرق بين جيش الاحتلال ومحاكمه؟! وهل تجدي الإدانة والاستنكار في ردع الاحتلال؟ وهل اتهام كيان يهود بالتطهير العرقي ومخالفة القوانين الدولية يعني شيئا سوى الاعتراف بتلك القوانين والمفردات التي ابتدعها الغرب ليُحكم قبضته على العالم من خلال مقاييسه المعوجة ومعاييره الاستعمارية المزاجية؟!
إنّ مواصلة التعامل مع قضية فلسطين من خلال أدوات الاستعمار وهيئاته، ومواصلة التشبث بمقاييس الغرب في تميز حقوق العباد، هو ارتهان للاستعمار وتضيع صريح للقضية، وهو قبل ذلك حرف لبوصلة المسلمين عن الطريق الحقيقي المفضي إلى حل قضية فلسطين وخلع الاحتلال من جذوره.
إنّ الحديث عن الاحتلال وجرائمه يجب أن يكون حديثا عن التحرير الكامل لأرض فلسطين، وهو ما يعني خلع الاحتلال من جذوره، وهو ما يتطلب استنفار ومناداة الجيوش لتتحرك نصرة لفلسطين، فهذا هو السبيل الوحيد للتصدي للاحتلال وغطرسته ووحشيته وبغير ذلك فستبقى القضية تراوح مكانها، بل إلى الخلف، كما يشهد على ذلك تاريخ وحاضر منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
5/9/2018