أعلن كيان يهود وقف اطلاق للنار بعد نحو أسبوعين من العدوان، وسكتت آلة قتلهم بعد خيبة، وانقشع غبار المعركة وعلت صيحات التكبير فرحا بما ذاقه كيان يهود من بؤس وذلة على أيدي المؤمنين، وفرح المؤمنون بهذه الجولة واستبشروا بالنصر الكبير وقرب التحرير، ومع فرحهم هذا ازدادت نقمتهم على حكام الخذلان وأمراء التطبيع وعرّابي الخيانات الذين لم يحرك فيهم قتل أطفال غزة وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها طرفا، ولم يثر غيرتهم أو حمية دينهم انتهاك المسجد الأقصى وما أدراك ما الأقصى، ولا مس نخوتهم ضرب المصلين فيه ركعا وسجودا، لم يحركهم ذلك كله ولا استجابوا لما أوجبه الله عليهم من النصرة في الدين، فليس هذا ما يسارعون فيه ويقومون لأجله.