بسم الله الرحمن الرحيم
طالت حملة القتل التي يقوم بها كيان يهود منذ يوم الثلاثاء 15/1 ما يزيد عن أربعين شهيداً معظمهم في قطاع غزة – رحمهم الله أجمعين. وبدأ كيان يهود المتعطش لسفك دماء المسلمين حملته الإجرامية هذه بالرصاص والصواريخ وهو يستكملها الآن بحصار مميت يفرضه على قطاع غزة، فلا طعام ولا دواء ولا وقود.
والذي يرقب ردود الفعل من دول العالم الإسلامي وخاصة المحيطة بفلسطين (ومعهم السلطة الفلسطينية) يرى أن أنظمة هذه الدول ليست في حالة موت سريري، بل هي أشد موتاً من أهل القبور. فإن مواقفهم تراوحت بين الصمت المطبق والاستنكار الخجول، وكان أمثلهم طريقة من ناشد دول الكفر (التي أنشأت "إسرائيل" وأمدتها بالمال والسلاح لتكون خنجراً مسموماً في خاصرة الأمة) ناشدها أن تتدخل لوقف القتل وتخفيف الحصار، وذاك الذي طالب السلطة الفلسطينية بأن توقف مفاوضات بيع فلسطين يوماً واحداً على الأقل احتراماً لأرواح للشهداء!
إن جوهر القضية قد تفاداه – عن قصد - جميع الذين تحدثوا في موضوع غزة، فلم يتطرقوا إليه بتاتاً، بل طرحوا قضية غزة حسب الأسس والأعراف السياسية التي يقبلها الكفار وتقبلها الأنظمة الخائنة العميلة القائمة في العالم الإسلامي (تواطؤاً معهم أو نفاقاً لهم)، وهي في مجملها لا تخرج عن التوسل للكفار وليهود أن يخففوا عن أهل غزة. فلقد شُطبت من قاموسهم وظيفة الجيوش التي وجدت الجيوش (عند جميع البشر) من أجلها، وهي الحرب والقتال للدفاع عن الأمة وحرماتها وترابها.
إن جوهر القضية هو كيان يهود نفسه، فهو الذي يقتل وهو الذي يجوّع وهو الذي يقطع الدواء والوقود، وهو الذي يقتل أهل فلسطين (خاصة في غزة) صباح مساء. فالعلاج الذي يحدده الإسلام لهذه القضية هو زحف الجيوش على كيان يهود لاستئصاله، وكل كلام في غير هذا الموضوع يطيل المعاناة ويخدر الأمة، ويعطل حكماً شرعياً معروفاً من الدين بالضرورة (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً). وإن الأمة بعقيدتها الإسلامية العظيمة، وبرجالها المؤمنين المخلصين، والسلاح المكدس في بلادها تستطيع أن تهزم مئة كيان ككيان يهود أحرصِ الناس على حياة، ولا يمنع ذلك إلاّ الحكام الأنذال المسلطون على رقاب الأمة.
إننا في حزب التحرير – فلسطين نطلق صيحة من بيت المقدس وأكناف بين المقدس، فنستغيث جيوش الأمة ونقول لهم: إلى متى يا أبناء خير أمة أخرجت للناس، إلى متى يا أحفاد المجاهدين، يا أحفاد عمر وصلاح الدين. أليست الدماء التي تسيل والأرواح التي تُزهق صباح مساء تكفي ليجري الدم في عروقكم، أليس وجود كيان يهود بحد ذاته فوق ثرى الأقصى الطهور كافياً لتحرككم، إذا كان هذا لا يكفي فما الذي يكفي يا أبناء خير أمة أخرجت للناس. فهيا يا جند الإسلام لتسطير ملاحم العزة والإباء، هيا لبيعة خليفة يرضى عنها رب السموات والأرض، هيا لخلافة راشدة تصطفون وراء إمامها استجابة للمصطفى r (الإمام جنة يُقاتل من ورائه ويُتقى به). اللّهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد.
الاثنين، 13 محرم، 1429هـ الموافق 21/01/2008م. حزب التحرير فلسـطين