لقد ملأ ارتكاب المذابح والمجازر تاريخ دولة يهود المسخ في غزة وقانا ودير ياسين وغيرها كثير، وفي كل مرة بُحّت الحناجر استنكاراً وشجباً من قبل جموع المسلمين، أما حكامهم فإنهم في غمرة ساهون. والسبب في تكرار هذه المجازر هو أمران: الأول أن الحكام حريصون على بقاء دولة يهود حرصهم على أنفسهم وهم يعملون كل ما يستطيعون لحماية كيانها، والثاني عدم اتخاذ الأمة الإجراءَ الحاسم لوقف هذه المجازر، وقد ساعد على عدم اتخاذ الأمة إجراءً حاسماً قيامُ الحكام العملاء ووسائل إعلامهم وبعض شيوخ السلاطين بتضليل الناس عن الحل الحقيقي الذي يوقف تلك المجازر. وقد أثبتت الأحداث يوماً بعد يوم ومجزرة بعد مجزرة أنه لا حل سوى حل واحد.إن الحل هو واحد ووحيد، ألا وهو استئصال كيان يهود من الوجود. وإن كل جهد في حل قضية فلسطين لا يصب في هذا الهدف هو جهد ضائع، وكل توجيه للناس بغير هذا الاتجاه هو تضليل مقصود، فإن الحل الحقيقي لقضية فلسطين والمذابح المتكررة هو القضاء على الفاعل المجرم وليس التفاوض معه.
إزاء هذا فإننا نقول:
1- إن هؤلاء هم يهود قتلة الأنبياء ألدّ أعداء الأمة (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ).
2- إن إنقاذ أهل غزة بل إنقاذ فلسطين كلها لا فرق بين حيفا ونابلس ولا بين تل أبيب والقدس هو واجب الأمة الإسلامية جمعاء بدءاً بالأقرب فالأقرب (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ).
3- لا أمل في حكام الجور الحاليين أن ينصروا فلسطين وأهلها بدافع ذاتي، فيجب على الأمة أن تُرغمهم على تحريك الجيوش لاستئصال كيان يهود، فإن لم يستجيبوا – كما هو متوقع - فيجب على الجيوش أن يزيلوا هؤلاء الحكام الواقفين حجر عثرة في الطريق إلى تحرير فلسطين.
4- إن ما تملكه الأمة الإسلامية: العقيدة العظيمة، والرجال الذين يحبون الشهادة كما يحب غيرهم الحياة، والسلاح المكدس، والثروات الهائلة، كل ذك كفيل بتحقيق نصر مؤزرٍ للمسلمين على مئة كيان ككيان يهود.
5- السلطة الفلسطينية بشقيها متواطئة على إعفاء حكام المسلمين من المسئولية عن تحرير فلسطين، بل إنهم لا يجعلون تحريك الجيوش إلى فلسطين وفتح الجبهات عليها موضعَ بحث، لا بل إنهم يصطنعون الأعذار للحكام المجرمين ويقتصرون منهم على طلب الدعم السياسي، وهم بهذا يتواطؤون مع الحكام في خذلانهم لأهل فلسطين وإسلامهم لعدوهم. وما الدعم السياسي الذي يطلبونه في حقيقته إلاّ تعبير عن المفاوضات والحلول السياسية التي تهدف إلى تثبيت كيان يهود في عقر ديار المسلمين. وإننا لنخشى – بل فوق الخشية – أن توظَّف إراقة الدماء الزكية هذه لمزيد من المفاوضات والتنازلات، فهذا ديدن السلطة منذ نشأتها.
6- نقول للحكام في العالم الإسلامي وخاصة المحيطون بفلسطين إن كل قطرة دم تراق في غزة تلعنكم وكل شهيد يصطفيه ربه إلى جواره هو وزر آخر يضاف إلى صحائفكم السوداء، ستحاسبون عليه حساباً عسيراً يوم القيامة وفي هذه الحياة الدنيا يوم تأخذ الأمة أمرها بيدها، وهو بإذن الله قريب.
7- نقول للسلطة الفلسطينية بشقيها: إن السلطة هي صنيعة الكفار ومن أكبر أهداف وجودها صرفُ النظر عن إزالة "إسرائيل" من الوجود، وإن من يقبل بالحكم في ظل الاحتلال حتى وإن رفع شعار الإسلام فهو تضليل للناس وخلط للأوراق، لأن السلطة في ظل الاحتلال هي شرٌّ كلها. إن أية سلطة في ظل الاحتلال هي صرف لأنظار الناس عن دولة يهود كعدو إلى أن ينظروا لها كطرف قابل للتفاوض والوصول معه إلى تسوية، وهذه جريمة عند الله ورسوله والمؤمنين. إن السلطة الفلسطينية هي ضرر على الإسلام والمسلمين وبلادهم، لأنها قائمة في ظل الاحتلال تواليه وتتفاوض معه. ونقول للسلطة الفلسطينية أيضاً إن عليها التوقف عن إجراء التجارب الطفولية على قضية فلسطين، وعليها أن تتنصل من كل الاتفاقيات الخيانية التي وقعتها مع يهود وأن تُرجِع القضية إلى أصلها، فتعلن عن تسليم القضية إلى أهلها الحقيقيين: الأمة الإسلامية جمعاء، وأن تخلع عنها ثوب الزور والزيف الذي ألبسه لها خونةُ العرب في الرباط عندما جعلوا منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، ومنذئذٍ نفض الحكام الخونة يدهم من قضية فلسطين بعد أن باعوها بثمن بخس، وسارت المنظمة ومن بعدها السلطة بقضية فلسطين من حضيض إلى حضيض ومن درك أسفل إلى ما هو أسفل منه.
8- نقول لأهل غزة الثباتَ الثباتَ يا أهل غزة، يا أيها الصابرون المحتسبون فإن الله سبحانه قد قال (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)، رحم الله شهداءكم وفرج كربكم وتقبل منكم جهادكم، واعلموا أن تكبيرات جيش الخلافة المظفر ستسمعونها بإذن الله قريباً تحقيقاً لوعد الله تعالى وبشارة الرسول الكريم (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ).
9- نقول لأهل القوة والمنعة في الأمة الإسلامية، أيها الجيوش المؤمنون، إن استباحة غزة هو استباحة لدماء إخوتكم ولمقدساتكم ولكرامة أمتكم، فإن لم تثأروا لهذا وتتحركوا، فما الذي يحرككم؟ ألا يحرككم عويل النساء ونشيج الأطفال ونحيب الثكالى ودماء الشهداء، ألاّ تتوقون إلى وعد ربكم جناتٍ عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
10- ونقول للأمة الإسلامية إن إقامة الخلافة ومبايعة خليفة المسلمين هو الحل الوحيد الذي يعيد للأمة في كل أقطارها العزةَ والكرامة ويحرر مقدساتها ويخزي أعداءها، ويثأر لدماء شهدائها، قال r (الإمام جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به)، فلهذا فاعملوا، وحينئذٍ فإن الله سينجزكم وعده
(يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)
24 صفر، 1429هـ الموافق 02/03/2008 حزب التحرير فلسطين