أمام هذا المكر الشديد ومحاولات الالتفاف على إرادة هذا الشعب الطيب المسلم والارتهان المخزي للأجنبي في الصغيرة والكبيرة، واستعداد محترفي السياسة ومحتكريها إلى بيع الهمة والذمة، ومن قبل ومن بعد بيع هذا الدين العظيم، بجعل أهله وهم أبناء البلد وأولياؤه خارج دائرة القرار حمايةً للنظام الرأسمالي وعقيدته: فصل الدين عن الحياة، وخوفا عليه من المقارعة والمنازلة القاصمة الفاصلة، وأمام استنكاف الكثيرين من الاعتزاز بالإسلام سياسيا صدقا وحقا وعدلا ورعاية وكفاية، بحيث صار بعض المسلمين شحاذين يتسولون مباركة الغرب لهم وصاروا يجمعون البدائل رقعا وخرقا ومزقا وشتاتا من هنا وهناك من نظم رأسمالية واشتراكية بشتى ألوانها ناسين أن في الإسلام ما يكفي للرعاية والقيادة وإنقاذ البلد بل والعالم أجمع ويكفي الانكباب على القرآن والسنة بالفهم والاستنباط والاجتهاد الصحيح حتى يثبتوا لأنفسهم ولأمتهم أحكاما بعينها بائنة واضحة، فيها من قوة الانبثاق عن العقيدة ومن صدق مطابقتها للواقع (أي طبيعة المشاكل والمعالجات القائمة) ما يجعلها تطيح بكل المعوقات وترد الطروحات الأخرى إلى أحجامها الطبيعية من كونها صغيرة ضئيلة.. كاذبة خاطئة عاجزة جاءت في ضمانة الاستعمار وحمايته.
وأمام تعجيز الشعب والأمة بإطالة الإجراءات وتعقيدها وتمديدها وتمطيطها وتهويل الأمر حتى تصبح الاستعانة بالعملاء والخبرات الغربية أمرا مقبولا.
أمام هذا المكر الشديد ومحاولة اختطاف الشعب مجددا، وباعتبار حزب التحرير يمارس السياسة تكليفا شرعيا: مسؤولية وأمانة، وما يتبع ذالك من جدية، ويمقت العمالة والعملاء، وما يتبع ذلك من صدق، فإنه يقدم بين يدي الأمة والشعب دستورا إسلاميا مفصلا مصوغا صياغة قانونية/دستورية، وكل مادة فيه متبوعة بأسبابها الموجبة (أدلتها) مع إحالات إلى بدائل الحزب الأخرى، ما يجعل هذا الدستور مدونة عملاقة تضاف إلى جهود الأمة المخلصة عبر التاريخ، وهو دستور يقدم للعلماء والفقهاء ورجال الاختصاص والمخلصين من الأمة الذين يحبون لها الخير ويتربصون لحظة المنعرج المصيري... ويقدمه لكم أنتم رجال الإعلام باعتباركم مؤتمنين على هذه المرحلة بتحري الحقيقة والحق وباعتباركم من أبناء هذه الأمة يهمكم أمرها.. وهو دستور للتطبيق بما فيه من كفاية الطرح وقوته وبما لدينا من خبراء ولجان مختصة في العالم وفي تونس قادرة على التكييف السريع والناجع للواقع المعاش موضوع الإدانة والإجرام في حق الناس ليصبح إسلاميا يحقق للأمة أعلى طراز من العيش.
إخواننا رجال الإعلام، ندعوكم إلى فتح نقاشات وندوات وحتى مناظرات فيما يتعلق بهذا الدستور البديل. كفى للمهاترات والتهريج لنرتقي بالناس إلى درجة أعلى وأرقى.. ولتكون السياسة رعايةً لا دعاية.