خبراء الاستخبارات يبررون لحكومات آسيا الوسطى شن حرب ضد حزب التحرير خوفا من عودة الإسلام
التفاصيل
كتب رجل الاستخبارات "ساتبرسينغبيدي" الذي يعمل في شركة خدمات الأخبار، وهو من آسيا الجنوبية، كتب مقالاً طويلاً في صحيفة "سبلاش" بتاريخ 2/8 حول منطقة وادي فرغانة واستهدافها من قبل بعض القوى من مثل بريطانيا والمملكة العربية السعودية وتجار المخدرات، ولم يستطع الكاتب أن يتجاهل وجود حزب التحرير في تلك المنطقة والدور الذي يلعبه، لكن مقاله امتاز بالكثير من المغالطات والتلفيق والتضليل. واليكم ترجمة بعض ما جاء في المقال:
ابتدأ الكاتب المقال بأهمية منطقة وادي فرغانة من حيث كونها امتداداً لدول آسيا الوسطى الثلاث وهي أوزبكستان وطاجكستان وقرغيزستان. وعندما تحدث عن الحزب قال: أكثر الأحزاب الجهادية ظهورا وأقواها هو حزب التحرير الذي يعمل في وادي فرغانة. حيث كشفت تقارير حكومية لوزارة الخارجية الأمريكية سنة 2008 عن زيادة أعضاء حزب التحرير في قرغيزستان – الحزب الذي تقول عنه وزارة الخارجية الأمريكية بأنّه يدعم قيام دولة إسلامية ثيوقراطية بدون حدود في جميع العالم الإسلامي- من 5000 عضو في سنة 2006 إلى 15000 عضو في سنة 2008. وأشار معهد الانثولوجي وعلم الإنسان التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيما نشره بتاريخ 31/12/2001 إلى مدى تأثير حزب التحرير، حيث قال أنّ حزب التحرير أصبح أقوى قوة سياسية مؤثرة في جنوب قرغيزستان.
وأضاف الكاتب، من خلال العمل في إطار الدستور الذي يضمن حرية التعبير، حقق الحزب نقاطاً ضد الحكومة، التي تبين أنها حكومة فاسدة. وقال الكاتب وفقا للصحافة المحلية، فإنّ أكثر من ثلث الشباب في مدينة "كاراسو" جنوب قرغيزستان هم تحت تأثير حزب الحرير، الذي وصفه بالتنظيم الديني الراديكالي. وقال المعهد: وفقا للمعلومات المتوفرة من الأجهزة الأمنية المحلية في سنة 2001، فإن أكثر من 2000 عضو من حزب التحرير كانوا تحت المراقبة من قبل الشرطة في قرغيزستان.
وأضاف الكاتب أنّ تقريراً عن الإرهاب لوزارة الخارجية في سنة 2009 أشار إلى أنّ الحزب يعمل على حشد قوة في قرغيزستان وطاجكستان اللتان تعتبران مكاناً يُجهل فيه عدد أعضاء الحزب، لكن أكثرهم موجودون في الجزء الشمالي من البلاد في وادي فرغانة. وأشار التقرير إلى مختلف المبادرات التي قادتها الولايات المتحدة لمناهضة الإرهاب، وقال أنّ الحكومة الطاجيكية شاركت فيها، لكنها لاحظت أنّ الوضع المالي المنهك في طاجكستان حال دون النجاح في مكافحة الإرهاب بشكلٍ فعال.
وادعى الكاتب بأنّ إستراتيجية حزب التحرير في آسيا الوسطى هي استغلال حالة الفقر المدقع بالإضافة إلى النظام السياسي القمعي، وتوعية الناس على المظالم الاجتماعية لإقناع الناس بضرورة التخلص من البنية السياسية الحالية والإتيان بخلافة تحكم بالعدل والإنصاف، بحيث تكون مبنية على أساس الشريعة الإسلامية، وأضاف أنّه في حال نجاحهم فإنّ إستراتيجية حزب التحرير ستسمح له في نهاية المطاف بالإطاحة بواحدة من الحكومات العلمانية في آسيا الوسطى، وتحديداً ستكون أوزباكستان.
ويضيف الكاتب نقلا عن راديو "فري يوروب" قوله أنّ نشرات حزب التحرير موجودة الآن في كل مكان في آسيا الوسطى، وهي تدعو للإطاحة بالحكومة الأوزبكية، تسُب الرئيس الاوزبكي كريموف باستمرار، وتدعو لإقامة الخلافة الإسلامية في أوزباكستان. ويضيف الكاتب تأكيد الخبراء على أنّ السبب الوحيد الذي يجعل حزب التحرير يركز على أوزباكستان هو وجود المتطلبات التي يبحث عنها الحزب هناك. ويضيف، لذلك وفقا للمنطق، فإنّ حزب التحرير سيوجّه معظم جهوده ضد أوزباكستان بدل من توجيهها ضد بلد يكون فيها الحزب أقل تأثيراً. وهناك سبب آخر طرحه الخبراء يقضي بأنّ أوزباكستان لديها أكثر الجيوش شراسة في المنطقة بالإضافة إلى أفضل شرطة مدربة، وهذا ما يشكل أكبر عقبة أمام حزب التحرير لتحقيق أهدافه، وبعبارة أخرى فإنّ أوزباكستان تشكل خط الدفاع الأول لدول آسيا الوسطى، فإذا انهارت أوزبكستان فإنّ الدول الأخرى ستتبعها، لذلك تعتبر منطقة وادي فرغانة المفتاح لتحقيق هذه النهاية.
ثم يضيف الكاتب توقعه قيام الحركة الإسلامية في أوزبكستان بشن هجوم على وادي فرغانة، ومن ثم يتخوف قائلا: يمكن أن يغير حزب التحرير من نهجه السلمي ويحاول حشد مؤيديه للكفاح المسلح.
ويضيف أنّه في خضم ذلك فإنّه لا يوجد هناك خيارٌ أمام السلطات سوى شن حرب ليس فقط ضد المتمردين، بل ضد كل من يدعم الاحتجاجات، وضد أعمال الحركة الإسلامية وضد حزب التحرير، ويضيف، نتيجة لذلك فإنّ معظم السكان الذين يقطنون تلك المناطق سيعانون، وسينزح جزء من السكان إلى الدول المجاورة.
ثم ينهي الكاتب مقاله بعرضه الحل المتمثل بالديمقراطية، ثم يقول لا يمكن أنّ يحدث هذا إلا في سياق حل شامل، فالأزمة العالمية الحالية تتطلب تحالف القوى الرائدة في العالم – الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند – لتكوين نواة نظام عالمي جديد، يكرس جهوده لتطوير اقتصاد لجميع الأمم ومن ضمنها آسيا الوسطى.
انتهت الترجمة
لو كان لدى النظام الديمقراطي حلولاً للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية كما يتوهم الكاتب، ولو كان بحوزة أمريكا شيء لقدمته خاصة وهي تكاد تختنق. إنّ المستقبل لنظام الإسلام، النظام الوحيد الكفيل بحل جميع المشاكل، لأنّه من عند الخالق الذي يعلم ما يصلح لهذه البشرية، وقريبا بإذن الله ستقوم الخلافة رغما عن كريموف والاستخبارات ورغما عن كل من يقف أمام عودتها، لأنها وعد من الله. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.