وهكذا أخزى اللهُ طاغيةَ ليبيا، وقتله شرَّ قِتْله، بعد أن أهلك الطاغيةُ الحرث والنسل طوال أربعين عاماً، كان يرى نفسه فيها فرعون هذا العصر... فكانت نهايةُ دنياهُ سرداباً مظلماً أو فراراً مُهيناً، ذاق خلاله وَبالَ أمرِه، بعد أن ترك قصوره وكنوزه ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾، أفيعتبر باقي الطواغيت بأشياعهم الهالكين؟ أم لهم قلوب لا يفقهون بها، وأعين لا يبصرون بها وآذان لا يسمعون بها؟ أفيعتبر طاغيةُ الشام وأخوه طاغيةُ اليمن؟ أيعتبرون بما أصاب الذين هلكوا من قبلُ وكانوا أشدَّ منهم قوةً وأكثرَ جمعا؟ أم هم كالأنعام بل هم أضل؟!