لقد ضرب الشاب وليد، أحد شباب حزب التحرير، أروع مثال في الثبات على الحق، والحرص على حملة الدعوة، وكان الحزب وسلامته أعز عليه من نفسه، فدفع ثمناً لسكوته وامتناعه عن إعطاء معلومات قد تضر بالحزب، 20 يوماً من الحبس، قضى منها 14 يوما في الزنزانة. وإليكم تفاصيل القصة.
انتهاك لحرمة البيوت وعدم مراعاة لحرمتها
جاء اعتقال الشاب وليد على إثر المسيرات والاحتشادات المدوية التي نظمها حزب التحرير – فلسطين، في كافة أنحاء الضفة الغربية، وذلك رداً على منع السلطة لمؤتمر الخلافة في رام الله يوم 17-7-2010، وترسيخا لحق الحزب في ممارسة أعماله السياسية تحت كل الظروف والأحوال.
حيث أنّه وبعد انتهاء المسيرة في بلدة جنين حضرت سيارة مخابرات إلى بيت وليد يسألون عنه، ثم بعد ذلك جاءت سيارتا أمن وقائي فتسلق عناصرهم سور المنزل بشكل همجي ووحشي دون مراعاة لحرمة البيوت التي أبى أبو جهل في زمانه أن ينتهكها، فرغم علمهم بعدم وجود رجال في البيت إلا أنهم تسلقوا السور واقتحموا البيت، ففتشوه دون أن يجدوا "وليد"، فانصرفوا بسوء فعلهم وقبحه خائبين.
ثم عادوا مرات أخرى يبحثون عن وليد في أوقات متفاوتة حتى تمكنوا من اعتقاله بعد منتصف الليل بعد أن كان قد عاد إلى منزله.
التحقيق
بعد الاعتقال بدأ التحقيق مع وليد مطولاً، تناوب عليه فيه ثلاثة محققين، وهمهم الأكبر هو معرفة ما يخفى عليهم في حزب التحرير من الأمور الإدارية، مع أنّ ثقافة حزب التحرير وأدبياته منشورة وليست سرية.
واستمر التحقيق على مدى خمسة أيام لمرتين وثلاث مرات في اليوم، والجواب دائما من وليد: أنا من حزب تحرير ولن أعطيكم حرفا واحداً زيادة على ذلك.
وفي التحقيق حاول المحققون استفزاز وليد والنيل من عزيمته بالقول: حزب التحرير تدعمه بريطانيا.
أما جواب وليد فكان: حزب التحرير معروف لكل العالم، مؤسسه وأعضاؤه، ولكن بريطانيا تدعم من قالوا أنهم سوف يحررون فلسطين من البحر إلى النهر فباعوا فلسطين من النهر إلى البحر، وأصبح عملهم الأساسي حماية كيان يهود.
لما سمعوا هذا الكلام القوي والجريء حاول أحدهم التهجم على الحزب، فجاءه الرد من وليد:
كلامك مرفوض ومردود عليك، ومعروف لكل الناس من يعمل لعزة الأمة ومن يخون الأمة ومن ضيع البلاد والعباد.
وبعد اليأس من وليد ،،،
بعد أن رأى المحققون صلابة وليد وثباته على موقفه، أفلسوا فبدؤوا باستخدام الأساليب الدنيئة، ظناً منهم أنها تفلح مع وليد، ونسوا أن وليد شاب أمن بربه وزاده الله هدى.
ففي اليوم الخامس قال المحقق لوليد: لا أرضى أن تكون المعلومات في الملف مقتطعة، وسوف تخبرنا كل شيء عن الحزب إما بالحسنى أو بالسيئة.
وليد: أنا حزب تحرير، حرف واحد زيادة على ذلك لن أتكلم.
حينها قرر المحقق حبس وليد حبساً انفراديا في الزنزانة وقال له: ستبقى في الزنزانة حتى تتكلم، ولما ترى نفسك جاهزا للكلام أطرق الباب.
وليد: أتحداك أنك لن تأخذ مني حرفا واحداً زيادة على أنني من حزب التحرير.
وبدأ الامتحان
تُرك وليد في الزنزانة 14 يوما متواصلا، مع إهماله طبيا والتضييق عليه حتى في قضاء حاجته، دون أن تلين لوليد قناة أو يروا منه رقة.
وزيادة في التحدي كتب لهم وليد على جدران الزنزانة: الله أكبر على الظالمين والنصر للإسلام والخلافة قادمة. مع توقيعه.
هنا جن جنونهم، فحضر كل المحققين والسجانين إليه.
فقالوا: من تقصد بالظالمين؟
وليد: أنتم أظلم من يهود والأمريكان والنازيين، لأنّ هذه الزنازين ليست لحملة الدعوة، هذه للقتلة والخونة وتجار المخدرات.
وأضاف: قريبا جدا ستقوم الخلافة ونرفع راية العقاب على روما وعلى مقر الوقائي هذا، فهذا وعد الله.
المدعي العام العسكري
عُرض وليد على المدعي العام العسكري ليمدد له الاعتقال كعادته في التعامل مع من يُعرض عليه.
وحاول المدعي العام العسكري أن يبرر حكمه الظالم والذي لا يعدو فيه أكثر من منفذا لقرارات الأجهزة الظالمة، فقال: المشكلة أنّ حزب التحرير أصبح يتعاظم ويكبر ويغير بطريقته، اليوم يقوم بمسيرة ويرفع أعلاما، وغدا سيحمل السلاح وينفذ انقلابا كما فعلت حماس في غزة.
فما كان من وليد إلا أنّ شرح له طريقة الحزب وفكر الحزب حتى لا يبقى له علينا حجة.
الإفراج
بفضل الله، فقد أمضى وليد 20 يوما ثابتاً على موقفه، ولم ينل الأمن الوقائي إلا خزيا في الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. فجاء فرج الله لعبده المؤمن بالخروج.
وأثناء خروجه من مقر الوقائي، قاموا بتهديده.
فكان جواب وليد الثابت على الحق: لا قيمة لتهديدكم ولا وعيدكم وإنا ماضون بإذن الله نحو غايتنا، لا نحسب حساباً إلا لله عز وجل.
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }
 
7-12-2010