المفاوضات والمؤتمرات الدولية هي نفس الجحر الذي لدغنا منه أكثر من مرة!
قال رئيس السلطة في كلمة موجهة للبرلمان العربي: "إن القرار الذي اتخذته القيادة الفلسطينية في اجتماعها الذي شاركت فيه جميع فصائل منظمة التحرير، بالتحلل من الاتفاقيات مع دولة الاحتلال، لا يعني أننا لا نريد السلام، بل أننا نمد أيدينا للسلام وعلى استعداد للذهاب لمؤتمر دولي، والعمل من خلال آلية متعددة الأطراف هي الرباعية الدولية لرعاية المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
أليس الواقع الحالي الذي يعشه أهل فلسطين هو نتيجة مؤتمر مدريد وما تبعه من مؤتمرات واتفاقيات برعاية دولية جرّت الويلات والكوارث على أهل فلسطين؟! فماذا يمكن أن يصنع مؤتمر آخر تحت أية رعاية كانت؟! وهل يجرب عاقل المجرب مرارا وتكراراً؟! وهل يأمل من يدخل جحر الأفعى أكثر من مرة أن يجد في إحداها عسلاً؟!
إن إصرار السلطة والأنظمة العربية على تمسكها بالمشاريع الاستعمارية على اختلاف اسمائها ورغم فشلها الذريع، يؤكد أن هذه الأنظمة تؤدي دوراً وظيفياً، وأنها لا تعدو مجرد أداة بيد المستعمرين، ومثل هذه الأنظمة لا يرجى منها التصدي للمشاريع الاحتلالية ولا نصرة مظلوم ولا دفاع عن المقدسات، بل يجب على الأمة ازالتها وأن تستعيد سلطانها فتملك زمام أمرها وتحرك جيوشها لتحرر مسرى نبيها.