إلى وسائل الإعلام كافة: كلمة واحدة إما أن تنقلوا أخبار الدعوة وحملتهـا ونشاطاتها، وإلا حين ...
التفاصيل
إلى وسائل الإعلام كافة:
كلمة واحدة إما أن تنقلوا أخبار الدعوة وحملتهـا ونشاطاتها،
وإلا حين تقوم الخلافة فلا كيل لكم عند الأمة ولا تقربون.
د. محمود محمد
لقد تابعنا وبإهتمام بالغ الزهد الرهيب لدى وسائل الإعلام في تغطية أحداث جسام تصب في صلب مصلحة الأمة، وذلك في الذكرى التاسعة والثمانين لهدم دولة محمد صلى الله عليه وسلم، دولة العز والسؤدد، دولة الخلافة الإسلامية، مما جعلنا نكرر طرح السؤال مرة أخرى، لمصلحة من تغطى أخبار اللهو المنظم وأخبار الساقطات والمراهقين السياسيين، سواء أكانوا حكاماً أو أنصاف حكام، وتعمى عن الأمة أخبار تلك الثلة الواعية، صاحبة الإحساس المرهف، والصوت المخلص الصادق الذي يدعو مساء صباح من أجل بعث الأمة من مرقدها هذا لتعود تقتعد صدارة الأمم؟! لمصلحة من؟!.
لماذا عندما يتعلق الأمر بتوافه الأمور وبالرويبضات من الناس، تجد التنافس قد حمي وطيسه بين هذه الوسائل الإعلامية، تتبارز في نقله مباشرة وتسجيلاً وتصويراً، وإبرازه على أنه حدث سيقلب أمور الكون، ثم تنبري الأقلام المأجورة في تحليل كل شاردة وورادة تتعلق بهذا الحدث؟ أما إذا ما تعلق الأمر بمصالح الأمة الحقيقية، وباعتقال حملة الدعوة، أو تعذيبهم الذي يفضي أحياناً إلى الإستشهاد، أو تعلق الأمر بنشرة كفاحية توزع على الأمة تستصرخها أن تنفض غبار الذل عن كاهلها، أو إذا تعلق الأمر بفعاليات تستنهض همم الأمة وتذكرها بماضيها التليد، وجدتهم قد صمتوا صمت أهل الكهف بل قل أهل القبور. وكأن هذه الأحداث لا تجري تفاصيلها على ذات الكوكب الذي تعمل فيه هذه الوسائل.
إننا نخاطب وسائل الإعلام ونذكرها أنه يجب عليها أن تكون في صف الأمة، تنقل للأمة كل ما من شأنه أن يرفعها من مستنقع الأنظمة الكافرة الجاثمة على صدرها، وأن تعمل مع المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية من أجل تحريرها من القيود التي تكبلها وتجعلها هدفاً لكل طامع ومرمى لكل رام. وسائل الإعلام هذه تمول من أموال المسلمين ويعمل فيها أبناء المسلمين، والأصل أن تجير لصالح المسلمين. ولذلك كان حقاً عليها أن تترك السياسة الإعلامية المتبعة حالياً، وتتخذ لنفسها سياسة إعلامية صحيحة تتفق مع الشرع الإسلامي، وتلبي إحتياجات الأمة الإعلامية في هذه المرحلة الدقيقة من حياتها.
وحين تقوم الخلافة فإنها لن تعتمد سياسة عشوائية تتناسب مع مصالح الأسياد في لندن وواشنطن، كما تفعل معظم وسائل الإعلام في العصر الحاضر، كل شيء يأتيها من فوق، وهي تردد صدى صوت الأعداء بألسنتنا، ومن على منابرنا، ومن أفواه أناس هم من أبناء جلدتنا.
إن هذه السياسة الحكيمة هي سياسة مستوحاة من الشرع الذي أنزله الله تعالى من فوق سبع طباق، وهو أعلم بما يصلحنا وما يصلح لنا.
وأود أن ألفت نظر وسائل الإعلام التي تزهد في تغطية أي قضية تتعلق بما يطرحه حزب التحرير بالذات من أفكار إسلامية يريد منها رفع شأن أمته وتطبيق شرع ربه، أود أن ألفت نظرها إلى حقيقة أن الخلافة باتت قاب قوسين أو أدنى، وهذا ليس رجماً بالغيب، بل حقيقة قرآنية ينطق بها الواقع ويصدق بها سياسيو الغرب، وهذا واضح من كون الخلافة صارت كالعلكة في أفواهمم ومن السيل القوي من التصريحات عن الخلافة والحزب.
إذن لقد باتت الخلافة قائمة لا محالة، والمسألة مسألة وقت ليس إلا. ومن أجهزة هذه الدولة الموعودة والفريضة الغائبة جهاز الإعلام. قال الحزب في أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة ما نصه: [هذا فضلاً عن أن كثيراً من أمور الإعلام مرتبط بالدولة ارتباطاً وثيقاً، ولا يجوز نشره دون أمر الخليفة. ويتضح ذلك في كل ما يتعلق بالأمور العسكرية، وما يلحق بها، كتحركات الجيوش، وأخبار النصر أو الهزيمة، والصناعات العسكرية. وهذا الضرب من الأخبار يجب ربطه بالإمام مباشرة ليقرر ما يجب كتمانه، وما يجب بثه وإعلانه].
فالأخبار الساخنة، ذات الأهمية الكبيرة ستكون بيد الدولة، وهذه الوسائل الموجودة اليوم، إذا بقيت دكاكينها مفتوحة وستحاول عرض بضاعتها على المشاهدين، فإنها لا شك ستلجأ إلى الدولة لتحصل على الأخبار التي تجعل منها محطات جديرة بالمتابعة وصاحبة خبطات إعلامية قوية، ولكن السبق الصحفي سيكون ساعتها لوسائل الإعلام المخلصة لربها ودينها وأمتها، وستكون أخبار هذه الوسائل الإعلامية "الغريبة التوجه" أخبار قد عرضت من قبل وستضطر إلى إغلاق أبوابها لأنها لن تستطيع أن تنافس الإعلام المخلص وإعلام دولة الخلافة، فلماذا تزهد هذه الوسائل الإعلامية فيما هو آت آت، وتدير ظهرها لمشروع الأمة الكبير، وتنقل الغث وقلما تأتي على ذكر السمين؟
أليس من الحق أن لا تدير ظهرها للحزب وهو يطرق آخر الأبواب ويهدم آخر القلاع التي تحول بينه وبين الحكم؟! أليس من الحق أن تقف في صف مشروع الأمة الكبير الذي لا بد وأن ساعته قد اقتربت وأن زمانه قد أظلنا؟! لا سيما وأنها تمول من جيوب المسلمين وتنفق عليها المليارات من ثروات الأمة.
فإما أن تقفوا الآن في صف الدعوة والمشروع الإسلامي الكبير، مشروع الخلافة، وإلا فسيلفكم الندم على ما فرطتم في جنب الله، وساعتها لا كيل لكم عند الأمة في دولة الخلافة ولا تقربون.