تعليق صحفي
تصرف العالم تجاه حلب ليس رياء فقط إنه الإجرام بل الإرهاب بعينه
القدس العربي: قال وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير، إن بلاده تدرس في الوقت الراهن إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مدينة حلب، التي تتعرض لقصف النظام السوري والمقاتلات الروسية، عبر ممرات جوية تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة.
فيما انتقدت صحيفة «تاغيس شبيغل» الألمانية رياء العالم أمام ما يحدث في حلب، حيث نشرت على صفحاتها انتقادات لمجلس الأمن الدولي، وقالت الصحيفة الألمانية «يضم مجلس الأمن الدولي خمسة أعضاء دائمين، من ضمنهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وهم مشاركون بصورة غير مباشرة في الحرب الدائرة في سوريا... وأضافت إلا أن حجم الرياء أصبح لا يمكن تحمله، وخاصة عندما تعمل دول ذات قوة عسكرية على تدمير دولة وجعلها تحت الأنقاض، وفي الوقت نفسه يطالب دبلوماسيوها في نيويورك بوقف إطلاق النار.
كثرت التصريحات السياسية التي تظهر التفاهم الأمريكي الروسي حول سوريا وخاصة حلب، والتفاهم الروسي التركي حول سوريا، والتفاهم الإيراني التركي حول سوريا أيضا، بينما على الأرض أمريكا وروسيا وإيران وتركيا والأردن والسعودية وبريطانيا وفرنسا وغيرهم جميعا يشاركون في الحرب ويدمرون سوريا ويجوعون شعبها، ويدعمون الأسد ويدفعون الأموال ويخربون الذمم من أجل عدم انتصار الثورة السورية على طاغية الشام.
إن الإيغال في قتل الشيوخ والأطفال والنساء وحجم الدمار وقصف المستشفيات والأسواق في حلب وغيرها هي جرائم يندى لها جبين الإنسانية جمعاء وهي وصمة عار ستصاحب العالم الديمقراطي الرأسمالي الذي يدعم طواغيت العرب والمسلمين في حربهم على أمتهم.
والحقيقة التي لا مراء فيها أن العالم الديمقراطي قد جر الويلات على البشرية كافة فلا تكاد تخلو دولة غربية من جرائم القتل على يد أهل البلاد الغاضبين على حكامهم أو تجاه المسلمين نتيجة التحريض على الإسلام وأهله مثل قتل إمام المسجد ومساعده في أمريكا أو أعمال القتل التي يقوم بها بعض المسلمين كرد فعل على جرائم حكام تلك البلاد تجاه المسلمين، هذا فضلا عن احتكار الثروات ونهب الخيرات لصالح الطغمة الرأسمالية المتحكمة في رقاب شعوب العالم كافة.
لقد آن الأوان لأمة الإسلام أن تغذ الخطا نحو استعادة سلطانها المسلوب وتقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها نبينا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فتنقذ أهل سوريا وفلسطين والعراق وكافة البلاد المحتلة بل وتنقذ العالم من شقاء وظلم الرأسمالية ليستظل بنعيم وعدل الإسلام.