التعليق الصحفي

رجالات آل سعود تكشف عن وجهها التطبيعي القبيح

 

نشر معهد واشنطن خبر اللقاء التطبيعي الذي وصفه ب"حوار عام مبتكر بين اثنين من كبار قادة الأمن القومي - من الخصمين القديمين المملكة العربية السعودية "وإسرائيل": صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العامة في السعودية والسفير السابق في واشنطن، واللواء المتقاعد في "جيش الدفاع الإسرائيلي" الجنرال يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

 

إن آل سعود أجرموا بحق الأمة منذ عقود، عندما تركوا فلسطين لقمة سائغة لليهود المحتلين، وعندما تآمروا مع حكام العرب بحصر قضيتها بمنظمة التحرير الفلسطينية، مع تحييد الجيوش عن واجب الجهاد –العقدي القطعي لتحرير فلسطين كطريق وحيد للتحرير. ثم تآمروا على القضية عندما أعلن عبد الله –عندما كان أميرا- مبادرته التطبيعية عام 2002، ومن ثم تحولت إلى مبادرة التطبيع العربية تحت عنوان المبادرة العربية.

وقد جدد آل سعود إجرامهم عندما –تذكّروا قوتهم العسكرية- فحرّكوا طائراتهم لقصف المسلمين في اليمن، وجنّدوا علماءهم للفتوى بالجهاد لليمن، بينما أداروا ظهورهم لليهود المحتلين المجرمين، وعندما شكلوا تحالفهم العسكري الشيطاني تحت الشعار الأمريكي في "الحرب على الإرهاب"، الذي هو حرب على الإسلام، وتناسوا عقيدة الولاء والبراء التي ظل "الوهابيون" يتغنون بها، بينما سقطوا عند كل اختبار سياسي تطلب المفاصلة بين المسلمين والغرب.

أليس هذا التواصل السياسي بين جنرال سعودي وآخر يهودي يحطم الحواجز النفسية بين المسلين وبين رؤية الجنرالات اليهود بشكل طبيعي مع أمير سعودي في دولة تدّعي أنها إسلامية؟

إن هذا اللقاء يحقق مزيداً من التمكين للكيان اليهودي من قبل الحكام، وخصوصا أنه لقاء مع لواء في جيش الإجرام اليهودي، تلطخت يداه بدماء أطفال غزة، وهو مستشار لنتنياهو الذي يستمر في حربه على أهل فلسطين.

إن الله سبحانه قد حرّم على الأمة أن تمكّن المحتلين والمستعمرين من بلاد المسلمين، وهو –سبحانه- قد قال "وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً"، وإن آل سعود يتحدون هذه الآية القطعية، إذ يجعلون لليهود سبيلا على المؤمنين باحتلال فلسطين وبالحوار الأمني والسياسي، وهو ما يقتضي من الأمة وقفة ثورية صارخة ضد آل سعود وضد كل متآمر على قضية فلسطين.

إنه ليس ثمة من شك عند كل مسلم مخلص أن حرمة التطبيع مع المحتل اليهودي واضحة جلية، وأن استنكار مسيرة المطبعين واجب، وهو قيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو موقف يجدد اختبار علماء السلاطين، ويكشف عن رجال الإسلام الذين لا يخشون في الله لومة لائم.

وهذه دعوة للمحاسبة السياسية الواجبة، تستنهض همم كل عالم مخلص، وهي دعوة لحركات المقاومة الإسلامية أن تصدع بالحكم الشرعي والثابت السياسي، قبل مزيد من التمييع لجرائم التطبيع، إذ يلحق الكيان السعودي الكيان التركي والقطري والكيان المصري في الكشف عن وجوههم التطبيعية النكراء.