تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية وكبيرها عباس هي الأولى بالمحاسبة والعقوبة على الخيانة!
قال المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، اليوم الاثنين، إن من سولت لهم أنفسهم المريضة ببيع أرضهم أو بيوتهم، أو سهلوا عمليات البيع لأعداء الشعب الفلسطيني، هم ثلة خونة لأرضهم ووطنهم ودينهم، وارتضوا لأنفسهم الخزي والعار في الدنيا والآخرة. وأضاف القواسمي، في تصريح صحفي: يموت الرجل ولا يبيع شرفه وعرضه وكرامته ولا يخون أقدس أرض في العالم، التي جبلت بدماء الأنبياء والشهداء علي مر التاريخ، والذين ارتضوا لأنفسهم العار والخيانة والذلة مصيرهم الموت المخزي والمذل.
وثمن القواسمي قرار الرئيس محمود عباس بإيقاع أقصى العقوبات على هؤلاء المجرمين الخونة، مؤكدا ضرورة إنزال القصاص بحقهم ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه أن يخون أرضه ووطنه وشعبه.
ما من شك أنّ هذا كلام صحيح بحق كل من يفرط بأرض المسلمين، وهو أكثر انطباقا وصدقا على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ورئيسهما عباس الذين فرطوا بأرض فلسطين بالجملة، والذين يكافحون من أجل ضمان أن يحصل يهود على أكثر 78% من أرض فلسطين لقمة سائغة هنية مقابل دويلة هزيلة مهمتها حفظ أمن يهود وتطبيع علاقاتهم مع العالم الإسلامي.
فحري بالقواسمي وحركته أن يصبوا جام غضبهم على من علم الخونة الصغار التفريط والخيانة، وعلى من سبقهم وفاقهم في عارهم، حتى يكمل موقفه ولا يبقيه منقوصا.
فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأسامة بن زيد عندما أراد أن يشفع للمرأة المخزومية التي سرقت:
(( أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فخْطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا))
فالسلطة التي تجاهر بالخيانة والتفريط، وتستميت في جعل الخيانة أصلا وواقعا، هي أولى بالمحاسبة والنقد والتبرؤ منها من أولئك الذين يمارسون الخيانة بالخفاء ومن وراء الستار، هذا فضلا عن أنّ السلطة لو كانت معنية بمنع هؤلاء الصغار لفعلت ولكنه غض الطرف والتواطؤ مع الاحتلال من وراء الستار.
21/10/2014