تعليق صحفي

بل إنها حرب صليبية ضد الإسلام، وملك الأردن وبقية الحكام جنود في صف أعداء الأمة!

اعتبر ملك الأردن أن ما يجري اليوم هو "حرب أهلية داخل الإسلام بين التطرف والاعتدال". واعتبر أن هناك تطرفاً صهيونياً يمثله "الإسرائيليون".

يسعى ملك الأردن إلى تضليل الرأي العام بوصفه الحرب الصليبية، التي أعلنتها أمريكا واصطف هو ونظراؤه الحكام في صفها، ضد الإسلام والمسلمين بأنها حرب أهلية، وذلك أفك عظيم؛

فكيف لحرب أحد طرفيها أمريكا رأس الكفر والاستعمار، وطرفها الآخر الأمة الإسلامية وكل مخلص غيور على الإسلام يسعى لانعتاق أمته من ربقة المستعمرين واستعادة عزتها بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، كيف لهذه الحرب أن توصف بالحرب الأهلية داخل الإسلام بين التطرف والاعتدال؟! بل هي حرب صليبية استعمارية ظاهرة كالشمس في رابعة النهار.

غير أن ملك الأردن وبقية الحكام ووسائل إعلامهم يسعون لإلباس هذه الحرب لبوساً آخر ليجدوا مبرراً لجرائمهم ومشاركتهم لأعداء الأمة في عدوانهم على المسلمين.

ولإتمام هذا التضليل، وفي مسرحية إعلامية مفضوحة، يحاول ملك الأردن إظهار نفسه بالمتوازن عندما اعتبر أن هناك تطرفاً صهيونياً يمثله "الإسرائيليون"، مغفلاً أنه وبقية الحكام لم يفعلوا شيئاً لمحاربة ما أسموه إعلاميا بالتطرف الصهيوني بل كانوا أنصاراً له، وكانوا عوناً ليهود ضد أهل غزة، ولم يحزبوا الأحزاب ويجيشوا الجيوش ويشحنوا الثغور ويرسلوا أسراب الطائرات لمحاربة هذا التطرف الصهيوني المجرم كما فعلوا في العراق وسوريا لمواجهة ما أسموه زوراً تطرفاً إسلامياً!، بل إنهم كان يستقبلون قادة التطرف اليهودي في عقر دارهم وبالأحضان في أوج عدوانهم على أهل غزة!، مما يكشف زيف دعوى ملك الأردن، وأنه هو ونظراؤه الحكام ويهود والقوى الاستعمارية صف واحد ضد الإسلام والمسلمين.

إن تسمية الأشياء بغير مسمياتها لا يغير من واقعها شيئا، وإن تضليل الحكام وكذبهم وخداعهم ما عاد ينطلي على المسلمين، ولقد باتت الأمة تدرك إدراكاً يقينياً من هو في صفها وفي فسطاط المؤمنين ومن هو في صف أعدائها وفي فسطاط الكافرين والمنافقين، وإن جريمة اشتراك الحكام في حلف أمريكا الصليبي خزي لهم في الحياة الدنيا ومؤذنة بثورة الأمة ضدهم وانهيار أنظمتهم وزوالها عمّا قريب بإذن الله، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون.

21-10-2014