نقلت وكالة معا تصريحات ليوسي بيلين رئيس حركة ميريتس "الاسرائيلية" السابق حذر فيها من احتمال تفكك السلطة الفلسطينية، معرباً عن اعتقاده بأن مهمة المبعوث الأمريكي ميتشل قد باءت بالفشل وتم تبذير السنة الأولى من ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
تأتي تصريحات بيلين هذه في سياق ردود الفعل على حالة الجمود التي تشهدها "عملية السلام" وعقب تصريحات رئيس السلطة بالتوجه للأمم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن للاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية "العتيدة"، كما تأتي هذه التصريحات في وقت كثر الحديث فيه من قبل بعض المحللين عن احتمالية تفكك السلطة أو حلها مما أثار قلق بيلين وغيره من إمكانية وقوع ذلك.
إن تخوف بيلين وغيره من زعماء يهود من تفكك أو حل السلطة يؤكد على أن مشروع إنشاء السلطة الفلسطينية في الأراضي المحتلة هو مشروع غربي استعماري وأن الذي ينافح عنه ويسعى لتثبيت أركانه هو الدول الغربية المسماة بالدول المانحة ودولة يهود، وهذا يؤكد على حقيقة باتت ساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار وهي أن لهذه السلطة مهمة وظيفية أوكلت لها وهي حفظ أمن كيان يهود وحمل كامل هذه المسؤولية عن عاتق الاحتلال والتفريط بما تبقى من فلسطين، كما أن ذلك يفسر حجم الاهتمام البالغ الذي يبديه زعماء يهود بهذا الشأن والنصائح التي يفضون بها لرئيس السلطة كما فعل مؤخراً يوسي سريد.
إن قضية فلسطين بلغت بإنشاء هذه السلطة قعر الوادي وأدنى مستويات الحضيض ولم يكن إنشاء هذه السلطة سوى حلقة مكررة لإنشاء منظمة التحرير وحلقة من حلقات تضييع فلسطين وحصر المسؤولية عن فلسطين في شرذمة باعوا أنفسهم وأمتهم ومقدساتهم للمستعمر لقاء دراهم معدودة وكراسي هزيلة، إن من واجب أهل فلسطين أن ينفضوا من حول القوى السياسية المرتمية في أحضان الغرب والتي تتلقف المشاريع الغربية وتسعى جاهدة لتحقيقها، إن من واجب كل مخلص أن يعيد هذه القضية لسالف عهدها فتعود فلسطين بلد كل المسلمين التي احتلها يهود بمعونة ومساندة الدول الغربية الاستعمارية وبتواطؤ من حكام العرب والمسلمين وتعود مسؤولية تحريرها أمانة في رقاب الأمة الإسلامية بأسرها حتى يخرج من بين ظهرانيها من يعمل جاهداً لتحريرها وتطهيرها من رجس يهود وإعادتها لشرفها ومكانتها درةً في جبين بلاد المسلمين.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
20/11/2009