تعليق صحفي

الخلفاء يقودون الأمة من نصر إلى نصر لا من هدنة لهدنة تحفظ أمن يهود

صرح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في معرض حديثه عن دور مصر  في فترة العدوان على غزة بالقول "لو أن سيدنا عمر بن الخطاب بدل محمد مرسي وكان وزير داخليته خالد بن الوليد ووزير خارجيته عمرو بن العاص ما استطاع أن يعمل تغييراً مختلفاً عما عمله مرسي فالتركة كبيرة"، وذلك في

مع قناة الميادين.

ومع أننا نعلم أن الطريق التي وصل بها الحكام في ظل ثورات الربيع العربي لا تغير أنظمة وإنما تجملها، فتختلف الوجوه وتبقى المواقف المتخاذلة مغلفة ببطولات وهمية تدار على طاولات المفاوضات والحوارات وتغيب عنها كلمة الجيوش والطاقات إلا أن المقارنة في هذه الحال أيضا لا وجه لها.

صحيح أن مصر وغيرها من بلدان الربيع العربي قد أصاب حالها ما أصاب من جراء الحكم الجبري وتعاقبه عليها لعقود، إلا أن التغافل عن طاقات الأمة وإهدارها بذلك الشكل، بل والتماس الأعذار الواهية لتقاعس الحكام عن نصرة أهل غزة وفلسطين أنما هو إغراق في الخلط بين الغث والسمين.

فهل كان عمر بن الخطاب مثلا يرضى باستلام الحكم منقوصا والحكم بغير الإسلام، والإبقاء على المعاهدات مع كيان يهود واستقبال سفرائه في بلاد المسلمين والاتصال بأوباما فجرا ليبحث معه العدوان على غزة.

وهل كان عمر بن الخطاب وجنده سيتلقون المديح من قادة يهود ووزير خارجيته ليبرمان ووزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون على جهوده التفاوضية التي تحمي يهود.

وهل كان عمر بن الخطاب سيرسل رئيس وزرائه  لغزة "كما فعل مرسي" تحت حماية يهود وهدنة لم يحترموها بل ويطالب تحت وقع قصف يهود بالسلام.

وهل كان خالد بن الوليد سيف الله المسلول صاحب القوة والشكيمة سيسكت عن اعتداء يهود وهو الذي قاتل في مؤتة بجيش من ثلاثة آلاف مقابل مئة ألف أو يزيدون من جيش الروم، بعد أن استشهد أمراؤه في مقارعة العدو، دون أن يحسب خالد ومن ورائه رسول الله صلى الله عليه وسلم الموازنات الدولية في مواجهة أكبر دولة ودون أن يلقيا  لفارق العدة والعدد أهمية كبيرة.

لو كان في حكم مصر من هو مثل عمر أو الخلفاء الراشدين، لجيش جيش العسرة ولو على حساب قوت يومه وليلته ولأثخن في يهود وهو يريهم وقع الحسام على رؤوسهم.

ولو كان في حكم مصر من هو مثل عمرو بن العاص أرطبون العرب وداهيتهم لأنجز بالحسام والدهاء ما لم ينجزه مرسي وغيره وهل كان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقبل أن يكون وسيطا بين الاحتلال المجرم والضحية؟!.

ولو كان في حكم مصر وغيرها أمثال الصحابة والتابعين لصلوا الفجر وأذنوا بالحرب لا كما فعل مرسي بقوله ابتدأت يومي قبل الفجر بالاتصال بأوباما.

ولو كان في حكم مصر من هو من أمثال الصحب الكرام أو حتى من هو من أمثال العز بن عبد السلام لباعوا مماليكها واعتقوا البلاد والعباد من تبعية أمريكا والغرب ويهود، ثم اعدوا العدة في شهور لمواجهة  يهود كما أعدوها من قبل لكسر شوكة التتار والصليبيين.

فان كنتم لم تروا عمر بن الخطاب ولم تعملوا على إعادة من هو مثله بإقامة الخلافة فلا أقل من أن تتركوا سيرة الخلفاء الراشدين والصحب الفاتحين منيرة بدل إسقاطها على نماذج علمانية دخل فيها إسلاميون فتشوهت الحقائق، واختلطت الوقائع حتى أصبح الحليم حيرانا في أمر هؤلاء.

25-11-2012