تعليق صحفي

المنظمة وربيبتها السلطة تتسولان الحلول عند أعداء الأمة !!

  أكد أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ'القدس العربي' الاثنين أن خيار الدولة الواحدة للشعبين الفلسطيني و"الاسرائيلي" لإنهاء الصراع الفلسطيني "الاسرائيلي" من ضمن الخيارت المطروحة فلسطينيا، في ظل مواصلة "اسرائيل" سياستها القاضية 'بقتل حل الدولتين'، من خلال تهويد القدس والاستمرار في الاستيطان بالاراضي المحتلة عام 1967، مشيرا إلى أن البرنامج الوطني الفلسطيني ما زال يقوم على حل الدولتين.

وكان أحمد قريع  قد قدم ورقة لمؤتمر فالدي للأبحاث في روسيا الذي عقد قبل أسابيع وحملت عنوان "تحولات الشرق الأوسط في إطار مشهد دولي متغير"، جاء فيها: "إن روسيا والصين  تمتلكان قوة أفضل، وفرصة سانحة أكبر من ذي قبل، لتعظيم دورهما المنسق في إطار أزمة  الشرق الاوسط ....، ومن ثم القيام بلعب أدوار أشد تأثيرا في الدفع باتجاه حل عادل وشامل للصراع العربي الاسرائيلي".

يبدو جليا لكل متتبع لتصريحات رجال المنظمة التخبط وعدم امتلاكهم لأية رؤية سياسية واضحة في ظل تعلق المنظمة بحبال الغرب، وأوهام الشرق، وارتهان قرارها بالدول الاستعمارية، وانسلاخها التام عن الأمة الاسلامية وثقافتها المتجذرة في صدور أبنائها، وعراقة الحل المسكوب في أدمغة شباب الأمة؛ حل لا وجود لكيان يهود فيه ولا مكان فيه لمستعمر.

"فالقيادي" في المنظمة قد أسقط الأمة الإسلامية والتغيير الذي يجتاحها من اعتباراته، فعجز المنظمة جزء من تكوينها، وهو لا يُمكّن رجالها من رفع أعينهم أمام أسيادهم في الغرب أو الشرق ليروا حجم وعمق التغيير الذي يسطره شباب الأمة في ميادين التحرير، وباتت آذانهم صماء لا تسمع هتاف الجماهير الغاضبة تهتف "على القدس رايحين شهداء بالملايين".

ومن منظور العجز السياسي والفاقد للإرادة -كمكون أساسي للمنظمة- لا حل لقضية الأرض المباركة إلا عبر رؤى أجنبية استعمارية تضمن وجود كيان يهود وأمنه، فمن الرؤية الأمريكية "للحل" عبر تقسيم الأرض بين أهلها ومغتصبيها تحت مسمى "حل الدولتين" إلى خيار "الدولة الواحدة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي"، إلى رؤى وتصورات جاء دور "روسيا والصين" لتلعبه في بلادنا، بدعوة من رجال المنظمة!!.

وعبر تلك الرؤى العاجزة لرجال المنظمة، لا حل لقضية فلسطين سوى بوجود كيان يهود وضمان أمن المحتلين، فحلُ الدولتين يقسّم الأرض بين أهلها ومغتصبيها، ولا يتصور في أذهان رجال المنظمة وجود "حل شامل وعادل للصراع العربي الاسرائيلي" في غياب أحد أطرافه وهو كيان يهود!، فاقتلاع ذلك الكيان الهش لا يدخل في حسابات المنظمة ورجالها العجزة سياسيا.

وقد غابت تلك الرؤية الشرعية الوحيدة للحل واستعادة الأرض المباركة عن حسابات رجال المنظمة والسلطة، تلك الرؤية الأصيلة التي تعبر عنها الأمة يوميا في حياتها، فتتطلع لذلك اليوم الذي تستعيد فيه مسرى رسولها عليه الصلاة والسلام؛ فالتحرير واستئصال الكيان الغاصب مصطلحات لا تدخل في قاموس قادة المنظمة وإن رددها الصغير والكبير من أبناء الأمة الإسلامية، فتفكير رجال المنظمة وقاموسهم مغلق على مشاريع استعمارية  بحتة لا تمت لأمة الإسلام وتصوراتها بأية صلة.

إن منظمة التحرير قد اختطفت تمثيل أهل فلسطين زوراً، وهي قد انحازت إلى أعداء الأمة الإسلامية ومشاريعهم بكل صلف ووضوح، وقد آن لأهل فلسطين أن ينبذوها ورجالها، وأن يعيدوا قضية الأرض المباركة إلى حضن الأمة الإسلامية، التي باتت تتحرك باضطراد لاستعادة سلطانها، بإقامة الخلافة التي تزخر بالرجال الذين سينصرون بالرعب مسيرة شهر بإذن الله، فيحررون الأرض ويحملون الإسلام فكراً ومنهاج حياة ينير الأرض وينشر العدل.

 

20-3-2012