تعليق صحفي

منظمة التحرير تحذر من عودة قضية فلسطين إلى أحضان الأمة الإسلامية

  اعتبرت د. حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "أنّ حملة التطهير العرقي التي تشنها قوة الاحتلال ومؤسساتها الرسمية على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس على وجه الخصوص هي جزء من القرار السياسي الإسرائيلي بنقل المعركة إلى الأرض، وتحويل الصراع إلى صراع ديني".

تصر منظمة التحرير الفلسطينية على التشبث بالدور الذي وجدت من أجله، فقد أوجدها أزلام الاستعمار الغربي لتقزيم قضية الأرض المباركة وتحويلها من قضية أمة إسلامية أُحتلت أرضها ومقدساتها إلى قضية حدود وحواجز ومستوطنات، وجعل الغرب الكافر وأزلامه الحكام من المنظمة ممثلا "شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني" حتى تتمكن المنظمة من بيع فلسطين والتنازل عن مقدساتها باسم أهل فلسطين وممثليهم.

والمنظمة كأداة في يد الغرب تعتبر عودة الصراع إلى حقيقته (صراع بين الأمة الإسلامية والغرب ويهود) تهديدا يجب تجنبه، ولا يُستغرب ذلك على السلطة ومنظمة التحرير، فوجودهما قائم ضمن شبكة من التأمر على الأمة الإسلامية ومنظومة من الكيانات المصطنعة التي تضمن بقاء كيان يهود وتعمل على منع الأمة الإسلامية من التحرر وإقامة الخلافة الراشدة التي ستوحد المسلمين وتحرر أرضهم وتحمل الإسلام رسالة نور للعالم.

فالغرب الذي أوجد منظمة التحرير كأداة لفصل الأرض المباركة عن الأمة الإسلامية وتقزيمها في قضية وطنية فصائلية ضيقة،  حريص على أن لا تتطور الأحداث ليعود الصراع إلى أصله، لأن ذلك سيؤدي لاحقا وحتما إلى إزالة كيان يهود من جذوره كما تشهد على ذلك الحقائق التاريخية والسياسية، فوجود منظمة التحرير مرتبط عضويا بالتشخيص الخاطئ لطبيعة الصراع وبالتضليل والمكر وحرف بوصلة المسلمين عن طبيعة الصراع الحقيقي وطريقة النصر فيه. فالتحذير من "الصراع الديني" لا يُترجم إلا ضمن الحرص على كيان يهود والخوف على أدوات الاستعمار في بلادنا.

فالغرب كطرف حقيقي في الصراع مع أمة الإسلام يخشى من وقوف الأمة عقديا صفا واحدا أمام مخططاته ومصالحه الاستعمارية، فيحذر دوما من الصراع الديني، فقد حذر كارتر من الحرب الدينية إذا لم تُقسم السودان، وأعربت وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة المعارضة في كيان يهود تسيبي ليفني عن خشيتها من أنّ "الصراع السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين من الممكن أن يتحول إلى نزاع عقائدي لا يمكن إيجاد حل له".

ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية كأداتين للاستعمار تنفذان أوامره وتعتاش على تمويله وعلى الوهم الذي تصنعه لهم ليل نهار، تحذران من عودة الصراع إلى أصله لأن ذلك يفقدهما شرعية وجودهما المستمد من فصل قضية فلسطين عن الأمة الإسلامية، فقد طالب أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير "حسب وكالة معًا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والحاسم لتجنب حرب دينية واقعة لا محالة إذا استمر كيان يهود في سياسته العدوانية في القدس، و كرر رئيس السلطة الفلسطينية -في تصريحاته للصحفيين في عمان- تحذيراته مما أسماه "الحرب الدينية"، كما نقلت القدس العربي في 1/3/2010. وقال "أعلنت بصراحة في أوروبا كأن إسرائيل تريد أن تشعل حرباً دينية في المنطقة".

وتحت وطأة الثورات المباركة تزداد تصريحات قادة كيان يهود وضوحا لتضع النقاط على الحروف وتزيل بقايا الستار الذي أُسدل على طبيعة الصراع بينهم وبين الأمة الإسلامية، فقد اعتبر نتنياهو –أثناء استعراضه لخارطة الشرق الأوسط في لقاء له مع بيرس مورغان عبر سي أن أن- أنّ كيان يهود يعيش وسط مجموعة جيران من الدول العنيفة، ورداً على سؤال مورغان عما إذا كان نتنياهو يتمنى لو كانت "إسرائيل" في مكان ما مثل لوكسمبورغ فيعيش اليهود حياة سهلة، أجاب نتنياهو، مبيناً الدور الاستراتيجي الذي يلعبه كيان يهود كدرع للدول الغربية، ومضيفا "إنّ الناس هنا –منطقة الشرق الأوسط- يتطلعون ليس لإخراجنا فقط، بل لا يريدون وجوداً غربيا في أوروبا، هؤلاء يحلمون بإعادة إقامة الخلافة".

ألا فلتعلم منظمة "التحرير" الفلسطينية التي خاضت معارك التفاوض فأسلمت فلسطين ليهود لقمة سائغة وباتت تحرس كيانهم وتسهر على حماية مستوطنيهم، ألا فلتعلم أنّ فلسطين جزء من عقيدة الأمة الإسلامية، فتحها الفاروق عمر رضي الله عنه، وحررها الناصر صلاح الدين ..في حروب شنتها أمة عظيمة تدين بالإسلام، تقدمت جحافل جيوشها صوب قبلة المسلمين الأولى للنصر أو الشهادة في سبيل الله، مجسدة بذلك الطريقة الشرعية لاستعادة الأرض المباركة، طريقة ستسلكها الأمة الإسلامية عند إقامة الخلافة الراشدة الثانية  ....فهل من مثل هذه الحروب ترتعدون وتحذرون ؟؟؟.

26/12/2011