تعليق صحفي

جرائم وخيانة النظام السوري لن تشفعها ممانعته الكاذبة يا مشعل!

في

اعتبر خالد مشعل أنّ حركته تقف موقفاً متوازناً بين النظام والشعب السوري، معتبراً حركته وفيّة للنظام لما يقدمه من دعم لحركته كما أنها وفيّة للشعب السوري، واعتبر أنّ ما يجري في سوريا ليس ضمن ساحة العمل لحركته.

في الوقت الذي

ويرون أنّ ما يجري في سوريا هو حرب إبادة وأن على البشرية أن تلقي بنفسها في لجج البحار جراء سكوتها عن جرائم النظام في سوريا، تأتي تصريحات السيد مشعل "المتوازنة!" لتغطي على فظائع هذا النظام بغربال مهترئ لقاء ما قدّمه من "دعم" و"استضافة" "للمقاومة" ولقيادة حركة حماس!.

إنّ من الجدير ذكره في هذا السياق الأمور التالية:

1.       إنّ النظام السوري لم يكن يوماً عدواً لكيان يهود الغاصب، وما غطاء "المقاومة" و"الممانعة" سوى ثوب خرق يكتسيه ليخفي الخزي والعار الذي يسربله، وما حفاظه على جبهة الجولان مع كيان يهود آمنة مطمئنة طوال عقود ثلاثة أو يزيد سوى علامة على ذلك، وما "استضافته" لحركات "المقاومة" سوى جزء من هذا الثوب الخرق.

كما أن النظام أبدى استعداده للتخلي عن حزب الله وحماس حال توقيعه على اتفاقية سلام مع كيان يهود، فأي استضافة أو دعم قدّمه النظام لكم يا سيد مشعل!!

2.       إنّ أهل سوريا هم أخوتنا، وهم جزء أصيل من الأمة الإسلامية الواحدة، وكل ما يصيبهم يصيبنا، ولم تكن الشام يوماً ساحة للسوريين فحسب، كما لم تكن فلسطين ساحة للفلسطينيين فحسب، وإن نصرة أهل الشام واجب على كل مسلم كل بحسب طاقته وقدرته ومكانه، لقوله تعالى (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)، وذلك ما وصانا به الرسول الأكرم بقوله "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، وكل تقسيم لجغرافيا المسلمين والانكفاء على الحدود المرسومة هو خضوع لسايكس-بيكو وضرب لوحدة الأمة ومساهمة في تمزيقها.

3.       إن الانحياز ولو بقدر "التساوي!" بين النظام الذي يسوس الرعية بأنظمة الكفر وبين المسلمين الموحدين هو مدعاة لغضب الرب سبحانه، فكيف بالانحياز إلى من يسفك الدماء ويرتكب الجرائم والفظائع التي يهتز لها عرش الرحمن؟! (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)، وهذا ما يرضي الله يا مشعل لا التذبذب بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

4.       إن موقف السيد مشعل، يؤكد أنّ "دعم" الأنظمة لحركات "المقاومة"، سواء بالاستضافة أو بالمال، لم يكن يوماً لوجه الله ولا لأجل فلسطين التي فرّطت بها تلك الأنظمة وألقمتها سائغة ليهود، بل إنّ كل ما تقدمه من دعم ترجو من ورائه ثمناً سياسياً، وليس ما يصرح به السيد مشعل عن ذلك ببعيد.

5.       إنّ على السيد مشعل أن يدرك أنّ الأمة اليوم تتطلع إلى تغيير جذري بوحدتها في دولة واحدة، دولة الخلافة، وإن سعى المضللون ووسائل الإعلام لحرفها عن تلك الغاية، كما أنّ أهل فلسطين يتطلعون إلى التغيير الحقيقي في الشام وعينهم ترقب مصر ليتحد البلدان تحت إمرة أمير واحد، كما اتحدا زمن صلاح الدين، فيعيدا سيرتهما الأولى ويحررا الأرض المباركة من رجس يهود كما حرروها من الصليبيين.

تلك هي تطلعات المسلمين وفي مقدمتهم أهل فلسطين، فهل ذلك ما تتطلع إليه يا سيد مشعل أم لك تطلع آخر؟!

27-12-2011م

{noembedvideo}