تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية تستهتر بمعاناة وحياة أبنائنا وبناتنا لتضمن تكديس الأموال لأزلامها!!

تحت عنوان "الزواحف والفئران تتجول في مدرسة بنات سلفيت الثانوية وجدرانها آيلة للسقوط!! " نشرت شبكة إخباريات تقريرا صحفيا رسمت فيه الصورة المأساوية لمدرسة بنات سلفيت الثانوية وتقصير السلطة وممثليها بحق المدرسة التي أصبحت مرتعا للقوارض من سوء حالتها الصحية.

ويمضي التقرير واصفا حالة التهرب والاستهتار من قبل وزارة التربية والتعليم، في صورة تحاكي الكثير من الحالات الأخرى التي تجوب مدارس فلسطين، وهو ما يعكس مصيبة أهل فلسطين المتمثلة في السلطة الفلسطينية التي تمص دماء أهل فلسطين وتتاجر بأرضهم لتغدق الأموال على أجهزتها الأمنية وأزلامها لتطمئن إلى أنهم يؤدون الدور المرسوم لهم في حماية كيان يهود والتفريط بفلسطين يوما بعد يوم. في حين تترك أبناءهم يتعلمون في مدارس لا تصلح بحالتها الصحية لإيواء طلاب في جو علمي ترتاح له النفوس. 

ففي الوقت الذي يتمتع أزلام السلطة وكبراؤها بحياة رغيدة في فلل وسيارات فارهة، ومكاتب بالكاد يستطيع الداخل إليها تحمل درجات الحرارة العالية فيها بسبب التدفئة المتواصلة، في الوقت نفسه يرى أهل فلسطين كيف أنّ أبناءهم بالكاد يستطيعون الجلوس على مقاعدهم الدراسية في مدارسهم التي تفتقر إلى أدنى أشكال التدفئة والتكييف وخاصة في فصل الشتاء.!!!

أما تهرب المسئولين في السلطة من واجباتهم وتذرعهم بشتى الذرائع وتقديمهم كافة التبريرات اللازمة لإعفاء السلطة من مسئوليتها في الإنفاق على التعليم والصحة والخدمات، كمبررات الميزانية ونقص الأموال وسلم الأولويات والخطط البعيدة المدى، هذا التهرب والتبرير أمر طبيعي وبات مألوفا من مسئولي السلطة حينما يتعلق الأمر بمصالح الناس واحتياجاتهم، بينما يغيب هذا التهرب والتبرير عند الحديث عن بناء مقرات أمنية جديدة وتحديث وصيانة القديمة، وتوسعة الضيق منها، وتدريب القوات والأجهزة في منح ودورات خارجية لا تنقطع، وشراء سيارات وأبنية ومكاتب جديدة. ليرسم ذلك كله مشهد الذراع الأمني الذي أراده يهود للسلطة، ولا شيء غير الذراع الأمني.

هذه هي حقيقة السلطة، وهذا هو الواقع الذي وصلنا إليه في ظلها، أبناء بالكاد يتعلمون، في ظل مناهج مشوهة ومسمومة، وفي أجواء أبعد ما تكون عن الأجواء التعليمية والعلمية، وعائلات فقيرة تبحث عن لقمة عيشها لتنتزعها من فم التمساح إن استطاعت، وتجار يعانون الأمرين من أجل كسب أرزاقهم وتحصيل الأرباح وهم يحاولون التهرب من قطاع الطرق الذين تنشرهم السلطة على الطرق لينقضوا كالوحوش على سيارة أو شاحنة أو بضاعة تسير في أمان الله يبغي صاحبها لقمة الحلال، ليفرضوا عليها أتاوات وضرائب ما أنزل الله بها من سلطان، وفي مقابل ذلك كله حياة ناعمة وفارهة للسلطة ولرجالها، وتخمة مالية وبدنية أصابت أزلامها على حساب اقوات الناس!!.

ألا قد آن الأوان لأهل فلسطين أن يعلوا صوتهم في وجه السلطة الآثمة بفعالها وسوء صنيعها، ليوقفوها عند حدها وليلقنوها درسا مفاده بأنّ أهل فلسطين لا يحتاجون ولا يريدون تجار الثوابت والمقدسات والحقوق.

26/12/2011