تعليق صحفي

منظمة التحرير الفلسطينية منظمة ضرار، والعمل على إحيائها خزي في الدنيا والآخرة

تقود السلطة الفلسطينية هذه الأيام برعاية مصرية عملية إعادة إحياء منظمة التحرير تحت عنوان "إعادة بناء المنظمة" من خلال إدخال حركتي حماس والجهاد الإسلامي إليها بالإضافة إلى بعض الوجوه والحركات الأخرى، كحركة المبادرة الفلسطينية، وفي ظل الجدال الدائر حول ماهية دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي ودلالات ذلك، والبدء بما يسمى المشاركة في الإطار القيادي للمنظمة. لا بد من ذكر النقاط التالية:

1-      لقد كان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في العام 1964م، وكان الغرض منها السعي لفصل الضفة الغربية عن الأردن وإقامة كيان فلسطيني مستقل فيها، إلى جانب كيان ليهود، وكان أهم ما فيها بالنسبة إلى الغرب أنّها أنشئت لتعفي حكام المسلمين والعرب من مسئوليتهم تجاه تحرير فلسطين، وحصر هذه المهمة بمنظمة التحرير التي سرعان ما اعترف بها الحكام ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، لتكون بذلك بداية الطريق للاعتراف بكيان يهود وإضفاء الشرعية عليه، وهذا ما كان، فقد دارت الأيام والسنون وجاء اليوم الذي أصبحت فيه منظمة التحرير أول منظمة فلسطينية تعترف بكيان يهود الغاصب لأرض فلسطين، وباتت عراب الاحتلال والمسوق له.

2-      في عام 1993م وقعت المنظمة اتفاقية أوسلو الخيانية، التي فرطت من خلالها بكل ما هو مقدس، وواصلت بعدها المنظمة مسلسل التنازلات والسلام المذل، من اتفاقية واي ريفر واتفاقية كامب ديفيد، ومؤتمر أنابولس، وغيرها من المفاوضات والتنازلات المستمرة والتي لُمست نتائجها واقعيا دون أن تأخذ أسماء اتفاقيات. وبقيت المنظمة الدرع الذي تترس به السلطة في عملية السلام والمفاوضات المخزية، مثلما أكد على ذلك عباس حينما وصل إلى السلطة من حاول أن يعكر صفو مفاوضاته وتنازلاته ليهود. 

3-      وكفى بالمنظمة إثما أنها الأب الشرعي للسلطة، السلطة التي فرطت بفلسطين ولاحقت أبناها، فأودعت كل من يفكر بمقاومة يهود في سجونها الآثمة، وأصبحت الحامي الأول والمخلص لكيان يهود وقطعان مستوطنيهم، والعدو اللدود لأهل فلسطين، تأكل أموالهم بالغصب وتلاحقهم في قوت عيالهم من أجل أن تنفق على أجهزتها الأمنية، حارسة كيان يهود، ولكي تملأ جيوب وزرائها وكبارها لضمان مشاركتهم في مسلسل التفريط والتنازل.

وبناء عليه، فإنّ منظمة التحرير الفلسطينية بتاريخها وحاضرها الأسود هي منظمة للتفريط والتنازل، وهي منظمة ضرار أنشئت لتفرط بفلسطين، وما سارت عليه طيلة العقود الماضية دليل على ذلك. ولأن المنظمة يُراد لها أن تكمل المشوار، وهو أمر متعذر في ظل الرائحة النتنة التي خرجت منها، بعد أن شاهد الناس تآمرها وتفريطها بفلسطين، وانفضوا من حولها، لذلك تعمل السلطة الفلسطينية على إعادة الحياة إلى المنظمة بضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي إليها لكي تتمكن من مواصلة مشوار التنازل والحل النهائي المفضي إلى تضييع فلسطين، تحت غطاء "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". تماما مثلما حرصت السلطة عام 2006 على إدخال الفصائل في انتخاباتها بعد أن تحللت السلطة وكادت تسقط.

وبناء عليه فإنّ التصرف الواجب تجاه منظمة التحرير هو هدمها والعمل على إفشال مهمتها، شأنها شأن مسجد الضرار الذي أنشأه المنافقون في المدينة المنورة ليكيدوا فيه للإسلام والذي أمر رسول الله بحرقه على من فيه. فهذا أقل ما تستحقه منظمة التحرير، وليس العمل على إحيائها بالدخول فيها، حتى ولو ادعى من يريد أن يدخل فيها أنه يريد تغييرها وإصلاحها، فهي منظمة أسست من أول أيام للضرار.

وعلى ذلك فإنّ تلك الفصائل التي تريد إحياء الموات وإحياء هذه المنظمة الساقطة تتحمل إثم المشاركة فيها وحرف زاوية النظر لقضية فلسطين بتحويلها من قضية إسلامية إلى قضية وطنية.

أما فلسطين وقضيتها فالأصل أن تعود إلى حضنها الحقيقي والحنون، حضن الأمة الإسلامية، أمة المليار والنصف، لا أن تبقى في حضن منظمة منبتة ما لها من قرار.

وأما تحرير فلسطين، فالأصل أن نعمل وتعمل معنا كل الحركات المخلصة على حمل جيوش المسلمين لتقوم به، فتحرير فلسطين مسئولية جيوش المسلمين بالدرجة الأولى.

23/12/2011