تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية سلطة لجباية أموال الناس وحماية أمن المحتل!!

 يتفاعل في الآونة الأخيرة موضوع قانون الضريبة الجديد الذي تنوي السلطة الفلسطينية تطبيقه والعمل به، ويشمل هذا القانون إضافة شرائح جديدة من المواطنين الخاضعين للضريبة التي تجنيها السلطة من حرائر أموالهم. يأتي هذا القانون الجديد في سياق ما أسمته السلطة سياسة الاعتماد على الذات والاستغناء عن المنح الدولية، وهي في الحقيقة سياسة سد ثغرات عجز المانحين بسبب أزماتهم الاقتصادية عن تغطية نفقات السلطة لقاء ما تقدمه لهم من خدمات وتنفيذ لأجنداتهم السياسية.

إنّ الأموال التي تقتطعها السلطة من الناس تحت مسمى ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة والضرائب الأخرى هي مكوس محرمة، ومال تغتصبه السلطة من الناس، مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة صاحب مكس".

كما أنّ هذه الضرائب التي تقتطع من الناس لا تعود عليهم بنفع، بل تعود بضرر عظيم، فالدول الرأسمالية التي شرّعت سياسة الضرائب واعتمدتها كباب ثابت من أبواب ميزانياتها، ترجع تلك الضرائب أو بعضها بخدمات طبية أو تعليمية أو رعوية للمواطنين، بينما الأموال التي تغتصبها السلطة من الناس تذهب إلى تقوية الأجهزة الأمنية وتدريبها وتسليحها لتبطش بالناس وتحمي المحتل ومستوطنيه، في الوقت الذي تقف مكتوفة الأيدي حال تعرض الناس والمقدسات لاعتداءات يهود، في مفارقة عجيبة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً!!

إنّ المزارع البسيط الذي يكافح لتحصيل لقمة عيشه، والعامل الذي يكد وينحت الصخر لإطعام عياله، والموظف العادي الذي تلاحقه الشهور ويرهقه غلاء المعيشة، والتاجر الصغير الذي أرهقته الضرائب والجمارك، كل هؤلاء لا يكدون ويكافحون ويصبرون على ضيق ذات اليد لأجل أن تأتي السلطة فتأخذ أموالهم لتغطي بها تدريب أجهزة تقمعهم أو تعتقل أبناءهم خدمة للمحتل، أو لتغطي نفقات مسؤوليها أو وقود سياراتهم الفارهة أو فواتير جولاتهم، أو ليسرقها كبراؤهم كما تظهر هيئة مكافحة فسادهم من اختلاسات وزرائهم، والمخفي عن الإعلام المفضوح لعموم الناس أعظم. فالسلطة باتت بشكل واضح للعيان عبئاً على أهل فلسطين، علاوة على تفريطها وتضييعها للأرض والمقدسات في مسلسل تنازلاتها الذي لا ينتهي. 

إنّ السلطة بأفعالها هذه تكرس هويتها بأنّها سليلة أنظمة جباية قمعية ساست الناس بالحديد والنار وحرمتهم من جميع حقوقهم وسرقت أموالهم، ودأبت على احتكار الصناعات والثروات والامتيازات لأزلامها، وهي بذلك ترسم مصيرها الأسود الذي سيصيبها كما أصاب من هو أشد منها بطشاً وأكثر جمعا، فهل تعقل فتتعظ فترتدع؟!

22-12-2011